حكايات| بدون يدين.. مخترع ينقل «دركسيون» سيارته للقدم

رجب يقود سيارته بقدميه
رجب يقود سيارته بقدميه

لم يلعن الظروف، ولم ينتظر الزهر حتى يلعب، أزاح عن كاهله عبء الإعاقة، وبقليل من الصبر والتدريب وضع نفسه في الصفوف الأولى للمخترعين المغمورين، ليبدأ عم رجب قصته الخاصة من مسلوب اليدين إلى عبقري اختراعات.


في منشأه القناطر بإمبابة، يحظى عم رجب «41 عامًا» بشهرة واسعة ليس فقط في فك وتركيب وتصليح الساعات؛ بل أيضًا كسائق تاكسي اخترع «دركسيون» خاص يقوده بقدميه لكسب رزقه، ويبحث من خلالها عن العالمية. 


منذ أن بدأ يعي «رجب» بنفسه وما يدور حوله، أدرك أنه مصاب بعجز كلي في ذراعيه الاثنين منذ عملية الولادة، وكثف أبويه كل محاولاتهما لجعل أحد ذراعيه يتحرك؛ لكن جميع المحاولات فشلت فكان يقضي كثير من الوقت داخل المستشفى من أجل إجراء العمليات.


اقرأ حكاية أخرى| الإسعاف خدمة 5 نجوم

حرص والد رجب على شراء الألعاب له، ومن هنا بدأت قصته مع الاختراعات، فعندما كانت تتعرض إحدى هذه الألعاب للكسر يقوم بفكها بقدميه وتركيبها بعد تصليحها مرة أخرى.

تحدث «رجب» لبوابة أخبار اليوم عن أنه عندما ذهب ليتعلم القرآن في كتاب القرية، وجد الأطفال يعرضون عليه أن يصلح ألعابهم حتى كبر، وذات يوم شاهد أحد محترفي تصليح الساعات يفك ثم يصلح ساعة وتعلم سريعًا حتى بات مشروعًا خاصًا به. 


بمرور الوقت، بدأت مهنة تصليح الساعات في الاندثار حتى فكر في عمل جديد يكسب منه رزقه ففكر بشراء سيارة تاكسي يعمل عليه وعرض على الميكانيكيين فكرة تغيير «دركسيون» السيارة ليصبح بالقدم وليس باليدين، لكن الجميع أكدوا له بأن هذه العملية مستحيلة.

اقرأ حكاية أخرى| سياحة البالون بالأقصر.. متعة تحكمها «معدلات الأمان»

سارع رجب بشراء بعض التروس والجنازير الخاصة، ونجح بنفسه في تغيير «الدركسيون» ليعمل بقدمه بدلا من يديه، موضحًا أن الزبائن عندما تركب معه السيارة يكون لديهم حالة من الرعب؛ لكن بمجرد أن يقود السيارة يصاحبهم الفضول ليعرفوا كيف يقود هذه السيارة ويصبحون زبائن دائمين لديه.