حكايات| سياحة البالون بالأقصر.. متعة تحكمها «معدلات الأمان»

سياحة البالون الطائر بالأقصر
سياحة البالون الطائر بالأقصر

أن تخطو قدماك بين التاريخ في الأقصر، فهو إحساس لن تجده في أي مكان بالعالم، أما أن تنظر إلى هذا التاريخ من السماء، فأنت من المحظوظين بين البشر، ولكن قد يفسد متعتك الجوية شيء واحد هو رعب السقوط من بالون الأقصر الطائر.

فكيف يتحكم أصحاب البالونات في هذه المهنة الممتعة والخطرة؟

«إذا كان البالون يوجد في عدة أماكن منها لندن وإسبانيا وتركيا وكينيا ومصر، إلا أن الأقصر تعد المكان الوحيد الذي يصلح لمزاولة هذا النشاط معظم أوقات العام»، هكذا يبدأ علاء مدبولي مدير إحدى شركات البالون العاملة بالأقصر، مؤكدا أن هذا يرجع لطبيعة الجو الملائم وطقس الأقصر المعتدل.

ويضيف أن نشاط البالون الطائر يتوقف على نتائج الأرصاد الجوية والتي نحصل على تقاريرها من هيئة الأرصاد، وهذا التوقيت هو أفضل أوقات طيران البالون في العام حيث الجو بدأ في الاعتدال مع نهاية فصل الشتاء وعامة طيران البالون في الشتاء أفضل كثيرا من الصيف».

ويلتقط أحد العاملين بالبالون مصطفى محمد صادق الحديث، ويؤكد أن الوضع يختلف في الصيف، حيث صيف الأقصر شديد الحرارة ومعها يتم تقليل عدد الركاب في الرحلة التي تتأثر نوعا ما بارتفاع درجة الحرارة.

اقرأ حكاية أخرى: 86 عاما من التحليق.. تاريخ أساطيل مصر للطيران

تقنية البالون

وتقوم فكرة طيران البالون الطائر على مبدأ علمي وهو أن الهواء الساخن أخف من الهواء البارد، حيث يعلو فوقه ويتم ملء الغلاف الداخلي للمنطاد بالهواء الساخن ليصبح الهواء بداخل المنطاد أخف من الهواء المحيط به من الخارج، ويبدأ البالون بالارتفاع في السماء، وتتراوح مدة الرحلة السياحية الواحدة للسائحين من 40 دقيقة إلى 60 دقيقة بارتفاع 2000 قدم عن أرض مدينة الأقصر،  ويتسع البالون لحوالي من 12 حتى 34 شخصا حسب حجم البالون. وتبدأ خطوات رحلة الإقلاع بالبالون الطائر بملء غلاف البالون الطائر بالهواء مع توجيه مروحة كبيرة لتبريد الهواء داخل الغلاف الداخلي للمنطاد.

ويضيف «صادق» أن مهندس التشغيل الذي يعمل بكل شركة يقوم بعمل فحص شامل للبالون قبل إعداده للطيران، ولابد في التفتيش علي كل قطعة من البالون قبل البدء في نفخها بالهواء وكذلك فحص «الباسكت» التي تحمل الزبائن والحبال والتأكد من سلامة الأنابيب، وبعدها يوقع على أمر التشغيل ليكون مسئولا رئيسيا على سلامة المعدات قبل إقلاع الرحلة.

مراجعة شاملة للبالون

أحمد مدبولي «قائد بالون»، يقول إن الربان أو قائد البالون أو الطيار تبدأ مسئوليته فور معاينة المهندس،  حيث يقوم بالاستعداد للانطلاق بعمل مراجعة شاملة للبالون حيث «الباسكت أو السلة» التي تقل السياح و«الكرابين» وهى أقفال الإغلاق هي ممتدة من البالون إلى «الباسكت» وهي أول عوامل السلامة ثم نتأكد من المحابس و«الفواني» وولاعات المحابس وكمية الغاز وهو بالمناسبة الغاز الطبيعي، مضافا إليه غاز النيتروجين المضغوط، وعندما ينتهى الطيار من عملية الفحص يبدأ في شرح وسائل الأمان وعملية الطيران  للركاب قبل صعودهم إلى البالون وكيفية الركوب والنزول.

ويكمل: «يبدأ بعد ذلك الطيار بإشعال موقد الغاز المشتعل أسفل المنطاد وتبدأ عملية تسخين الهواء وعند الإقلاع يزيد الربان من حجم اللهب عن طريق فتح صمام الوقود أكثر لزيادة الغاز المتدفق لينطلق المنطاد مرتفعا في الجو وكلما زاد ضخ  الغاز زاد إرتفاع البالون».
 

اقرأ حكاية أخرى: ميكروباصات فوق السحاب.. كوارث العرب على الطائرات

مشهد من السماء

ويقول «مدبولي» إن البالون الطائر يرتفع شيئا فشيئا ليستقر عند المسافة التي يحددها الطيار، ويبدأ الزائر في الاستمتاع بجمال المكان حيث تتمثل الطبيعة بكل أشكالها فالمساحات الخضراء تنتشر حول النيل ومنظر شعاع الشمس الذهبي وهو يتعامد على صفحات النيل الخالد وخلفهما معبد الأقصر فيرسمان لوحه من الطبيعة لا توجد في أي مكان بالعالم إلا في مصر.

وفي نهاية الرحلة يبدأ المنطاد في الهبوط اعتمادا على الوسادة الهوائية التي يتم فتحها وسحبها أثناء الهبوط في المكان الذي يحدده الطيار.