صور| الآلاف من «ضيوف الرحمن» على موائد الحسين.. «مدد يا ولى النعم»

«ضيوف الرحمن» على موائد الحسين
«ضيوف الرحمن» على موائد الحسين

- ضيوف الرحمن اصطحبوا أطفالهم للإفطار.. والموائد ملجأ للطلاب الوافدين والمغتربين

- إقبال كبير بـ«موائد الحسين» تبركا بالمسجد والمقام.. و«جودة الطعام»

- «ساحة المسجد».. للراحة والبركة وقراءة القرآن.. وأصحاب الموائد «خلية نحل» لإطعام الصائمين


تحظى مساجد آل بيت النبي بمكانة خاصة في قلوب المصريين، وفي مقدمتها مسجد سيدنا الحسين، حيث يحرص الآلاف من سكان القاهرة والمحافظات القريبة منها على تناول الإفطار في شهر رمضان الكريم في رحاب مسجد حفيد رسول الله، مرددين الأدعية والنداءات بفك الكرب وقضاء الحوائج والإنشاد في حب آل بيت النبي كـ«مدد يا ولي النعم، مدد يا صاحب الكرامات، مدد يا سيدنا الحسين، مدد يا آل البيت»، وكذا التقرب بالمقام وقراءة القرآن، وتحظى موائد الرحمن بالحسين باهتمام بالغ من حيث تبرعات أتباع الطرق الصوفية والمقتدرين وأهل الخير وكمية الطعام المُقدم بها ونوعيته.

 

وقامت «بوابة أخبار اليوم» بمعايشة أجواء وروحانيات الشهر الكريم فى رحاب مسجد سيدنا الحسين، حيث شهد محيط المسجد والساحات المواجهة له تواجداً مكثفا من الصائمون وأصحاب الموائد الذين افترشوا الأرصفة والأسفلت بالحصر والسجاد واضعين عليها صنوف الطعام من «اللحوم والأرز والمكرونة والفراخ والفاصوليا والكوسة والبطاطس والكفتة والتمرهندى والسوبيا والعرقسوس والمياه المثلجة والبلح وغيرها» وأثناء سيرك وسط الموائد تجد رجلاً ينادى عليك ويدعوك للإفطار على مائدته، وآخر يجذبك للجلوس انتظارا للحظة الإفطار عنده، وثالث يضع في يدك كيس العصير وبلح ورغيفاً به قطعة لحم أو قطعة كوفتة، كما شهدت المطاعم والمقاهى السياحية إقبالاً واسعا من ميسورى الحال ومعهم أسرهم وأطفالهم لتناول إفطاراً فاخراً عليها.

 

أما المسجد من الداخل فصار قِبلة لتبرعات أهل الخير وملجأً ً لآلاف الفقراء والمساكين الذين حرصوا على اصطحاب أطفالهم معهم، بالإضافة إلى المغتربين بالقاهرة والوافدين من الدول الأفريقية والإسلامية والدارسين بجامعة الأزهر، حيث أفترش أصحاب الموائد - وأكثر القائمين عليها ممن يتبعون الطرق الصوفية – ساحة المسجد بالحصر والسجاد حتى لا يتساقط الطعام على سجاد المسجد وجلس الناس على حلقات يقوم القائمين على تنظيم الموائد بوضع وجبة الطعام أمامهم التي تتكون من «قطعة لحم وطبق أرز وسلطة وإحدى أنواع الخضروات وكوب عصير تمرهندى وكوب ماء بارد».

 

وبعد صلاة العصر وقبيل المغرب تجد الصائمين قد استلقوا بالمسجد فأحدهم في غفلة نوم، والآخر يقرأ القرآن، وثالث وقف أمام مقام سيدنا الحسين يدعو الله بما تتمناه نفسه بحق ومكانة وجاه حفيد رسول الله، بينما انهمك القائمين على الموائد فى توزيع الطعام على الصائمين بإجتهاد والترحيب بالصائمين وإكراماً لهم منادين «فيه حد لسه مخدش وجبة .. فيه حد ناقصه حاجة .. حد عاوز ميه .. حد عاوز عصير .. حد عاوز معلقة».

 

عندما أذن المؤذن لصلاة المغرب كان إيذاناً للصائمين بالإفطار حين سارع ضيوف الرحمن بالإفطار، بينما تناول بعضهم الماء والعصير وأسرعوا لأداء الصلاة أسوة بالرسول - صلى الله عليه وسلم، وعندما انتهى الصائمون من الإفطار؛ وزع القائمون على الموائد الشاى والعصير وانشغلوا بجمع «بواقي الطعام» في صناديق القمامة وجمع الحصر والسجاد وتنظيف ساحة المسجد قبيل صلاة العشاء وأداء صلاة التراويح.

 

ويقول محمد عبد الله، أحد القائمين على تنظيم موائد بالحسين «رمضان شهر كريم وأنا أعرف ناس مش بتآكل اللحمة إلا فى شهر رمضان على موائد الرحمن من السنة للسنة، والبلد مليانه ناس غلابة، وده واجبنا ناحيتهم لازم يكون فيه تكافل اجتماعي، ورحمة بين الناس، ونساعد بعض، ورمضان شهر الخير لازم نتقرب الى الله خلاله بمساعدة الفقراء، والتبرعات بتزيد في الشهر الكريم من رجال الأعمال والرياضيين وأهل الخير والمقتدرين وأصحاب ومشايخ الطرق الصوفية وأتباعها وفيه تبرعات من مصريين بالخارج وكذا مصدر لموائد الرحمن».

 

وتابع «ارتفاع الأسعار ساهم في تضاعف تكلفة المائدة فلو المائدة كانت تتكلف 100 ألف جنيه في السنوات الماضية، في هذا العام تتكلف 250 ألف لأن الأسعار تضاعفت، وعشان كدا إحنا حاسين بمعاناة الناس الغلابة في موجة الغلاء وحريصين على استمرار المائدة».

 

واتفق معه عبد الملك أيوب، أحد مشايخ الطرق الصوفية ومنظمي موائد الرحمن بالحسين قائلاً «الآلاف يأتون للتبرك بسيدنا الحسين وتناول الإفطار مع أسرهم وزيارة المقام الشريف، والحمد لله قدرنا نقيم الموائد ونجمع تبرعات زى كل سنة لأنه الحسين ملجأ لآلاف الفقراء والمساكين، وعملنا الموائد داخل المساجد لأنه مفيش مكان يتسع للناس زى المسجد، وداخل المسجد له روحانيات خاصة».