مأساة طفل.. «بابا علق نفسه في السقف»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

ما أصعب، وأمرّ أن يقع الإنسان في قبضة اليأس، ويسيطر عليه شيطانه فيدهوره، ويحطم معنوياته فلا يجد طريقًا للبحث عن الراحة إلا في أحضان الموت.

 

ضاقت بالزوج الشاب سبل الحياة، بعدما فقد عمله، فلم يجد إلا الموت طوقًا للنجاة من تلاطم أمواجها، بعدما حاصرته الديون أيضًا من كل اتجاه، وتركت على إثرها الزوجة عش الزوجية تاركة طفلها الصغير الذي لم يتجاوز الـ5 سنوات، ولم تكن تعلم بأنها ستتسبب في انتحار زوجها، الذي نهرته ووبخته وقامت بطرده من منزل عائلتها أثناء محاولة إثناءها عن ترك منزلها والعودة معه، لكن حدث ما لا تحمد عقباه.

 

خيم الصمت على المنزل، بعدما نشبت مشادة كلامية بين الزوج وزوجته بسبب تراكم الديون، وكثرة مطالبة الدائنين بمستحقاتهم، مما أفقد الزوجة أعصابها، ووصلت إلى طريق مسدود.

 

وبعد عدة أشهر توجه الزوج إلى منزل عائلتها، بعد أن قام بشراء «هدية» لإرضاءها، وسؤال طفلهما الصغير عنها الذي لم تراه منذ تركها المنزل، وقعت المفاجأة على رأسه كالصاعقة حيث ألقت بالهدية في وجهه، وطردته شر طردة أمام أسرتها.

 

أغرورقت عيناه بالدموع، التي بدأت تتساقط فوق وجنتيه كي تطفىء لهيب أحزانه، وتخفف من بعض آلامه، وتملكته حالة من اليأس، واحتضن طفله الصغير، وكأن شيئًا مجهولًا يجثم على صدره، ويضغط على قلبه ليعصره، وهرول مسرعًا إلى غرفته بعدما اتخذ القرار، ولم يفكر ولو لبرهة بأن الذنب سوف يثقل كاهله أمام الخالق عز وجل، وقام بشنق نفسه، وما إن وقعت عين الطفل على جسد والده الذي يتدلى من السقف، انفجر في البكاء، وانطلقت من بين ثناياه فمه الصغير صرخات مدوية تجمع على إثرها الجيران، وبخوف وهلع شديد يردد «بابا علق نفسه في السقف»، علت الدهشة وجوه الجميع وفي محاولة لإنقاذ الأب لكنه قد لفظ أنفاسه الأخيرة.

 

وانتقل على الفور رجال مباحث قسم شرطة كرداسة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأحيل إلى النيابة التي صرحت بدفن جثة الزوج المنتحر بعد العرض على الطب الشرعي، وتحريات المباحث حول الواقعة.