«مستشفى طب دمنهور».. حلم ضائع في أدراج الحكومة

الدكتور محمد السيد القائم بأعمال رئيس جامعة دمنهور
الدكتور محمد السيد القائم بأعمال رئيس جامعة دمنهور

«كلية للطب ومستشفى جامعي».. حلم لا يزال يراود أكثر من 5 ملايين و300 ألف مواطن، في 16 مدينة و15 مركزا و84 وحدة محلية قروية بمحافظة البحيرة، فمنذ صدور القرار الجمهوري في «26- 10- 2010» بإنشاء جامعة دمنهور وإلغاء فرع جامعة الإسكندرية بالمدينة، وضم الكليات التابعة لها للجامعة الجديدة، يتشبث الأهالي بذلك الأمل.. «بوابة أخبار اليوم» استطلعت آراء عدد من المختصين بالأمر في التقرير التالي، لتسليط الضوء على المعوقات التي تواجه ذلك المشروع.

 

«الآداب، التجارة، الزراعة، التربية، التمريض، العلوم، الطب البيطري، الصيدلة، رياض الأطفال، الطب، طب الأسنان، الهندسة» هي 12 كلية ضمها قرار رئاسة الجمهورية في الجامعة الجديدة، ذلك القرار الذي أعاد الأمل لدى الكثير من أبناء المحافظة، وخاصة الأطباء.

 

صدمة.. وأمل  

صدمة الأهالي كانت في خلو القرار من إنشاء كلية للطب ومستشفى جامعي تابع لجامعة دمنهور الجديدة، من هنا بدأت مطالبات الأهالي على مدار السنوات الأخيرة بضرورة إنشاء مستشفى وكلية طب، وتجدد الأمل مرة أخرى مع تواصل الدكتور عبيد صالح رئيس جامعة دمنهور مع وزارة التخطيط ووزير التعليم العالي للبدء في إنشائها بعد تخصيص مكان لهما بأرض الاستاد الرياضي التي قامت الجامعة مؤخرا بشرائه من محافظة البحيرة لاستكمال باقي منشآت وكليات الجامعة.

 

 

إنشاء المستشفى ضرورة مجتمعية

«عبد السلام عاشور»، رئيس لجنة التعليم بالمجلس المحلى للمحافظة السابق، رأى أن إنشاء كلية للطب ومستشفى جامعي ضرورة مجتمعة خاصة أن محافظة البحيرة من المحافظات الكبرى ذات الكثافة السكانية العالية التي تعانى من قلة ونقص الخدمة الصحية، مما يضطر الأهالي للجوء للمستشفى الجامعي بالإسكندرية الذي يمثل عبئا كبيرا عليه يؤدى إلى نقص الخدمة الطبية المقدمة للمرضى.

 

وطالب «عاشور» بضرورة البدء في إنشاء كلية للطب ومستشفى بجامعة دمنهور أسوة بباقي الجامعات، لافتا إلى معاناة المرضى من أبناء المحافظة، وخاصة غير القادرين في الحصول على العلاج مع ارتفاع أسعار الدواء والمستلزمات الطبية والإهمال الطبي الذي طال مستشفيات وزارة الصحة وتسبب في إصابة المئات من المرضى بأمراض مضاعفة ومزمنة.

 

المواطن البسيط يدفع الثمن

«حلم كبير للأهالي ومطلب شعبي لأبناء البحيرة» هذا وصف الدكتور أحمد آدم، عضو نقابة الأطباء بالبحيرة، للمستشفى الجامعي، الذي أكد أنه يعد من المشروعات المتوقفة منذ إنشاء جامعة دمنهور، لافتا إلى أن محافظة البحيرة لا يوجد بها سوى مستشفى دمنهور التعليمي الذي يخدم جميع مراكز المحافظة، خاصة أن المستشفيات المركزية تعانى من نقص الأجهزة والأدوية.

 

ولفت «آدم» إلى أن المستشفى الجامعي تساهم في توفير خدمة طبية متميزة من خلال أطباء وأساتذة مدربين ميدانيا وأكاديميا في كافة التخصصات، قائلا: «إن الذي يدفع ثمن عدم إنشاء مستشفى وكلية للطب حتى الآن بجامعة دمنهور هو  المريض البسيط الذي يعانى من نقص الخدمة الصحية ويضطر للسفر للقاهرة والإسكندرية حتى يحصل على العلاج اللازم». 

 

الاعتمادات المالية حائط صد أمام التنفيذ

القضية وصلت إلى مجلس النواب عبر ممثل المحافظة في البرلمان أحمد عرجاوى، نائب دائرة أبو حمص ووكيل لجنة الصحة، الذي أكد تقدمه عدة مرات بطلبات إحاطة لوزيري التعليم العالي والتخطيط لتنفيذ المشروع إلا أنه لم يصدر قرار حتى الآن بسبب عدم توافر الاعتمادات المالية المطلوبة.

 

النائب البرلماني اعتبر مشروع إنشاء كلية للطب ومستشفى جامعي بجامعة دمنهور ضرورة قصوى، خاصة مع بداية تطبيق قانون التأمين الصحي بالمحافظة، والتي تساهم في رفع كفاءة الأطباء وتدريبهم وتمكينهم من أداء خدمة متميزة، قائلا: «من غير المعقول عدم وجود مستشفى جامعي بمحافظات البحيرة وكفر الشيخ ومرسى مطروح واعتمادها بالكامل على المستشفى الجامعي بالإسكندرية التي تخدم هذه المحافظات الثلاثة». 

 

بصيص أمل

رئيس جامعة دمنهور الدكتور عبيد صالح أعطى الأمل نورا بتأكيده إدراج مشروع إنشاء كلية للطب ومستشفى جامعي ضمن مشروعات وزارة التخطيط، قائلا: «إنه خلال الأيام القليلة القادمة يتم وضع حجر الأساس بحضور وزيري التعليم العالي والتخطيط ومحافظ البحيرة، وذلك بعد توقيع بروتوكول تعاون مع الهيئة العربية للتصنيع يتم بمقتضاه إشراف الهيئة على عمليات الإنشاءات والتجهيزات الطبية وقاعات التدريبية».

 

يبدو أن الحلم بدأ يكتمل عندما أوضح رئيس جامعة دمنهور أن المستشفى الجامعي يضم 500 سرير استثماري بجانب 250 سريرا لغير القادرين، وإنشاء مراكز تخصصية للقلب والأورام والكبد وغيرها، قائلا: «سيتم استيعاب أبناء البحيرة من الأطباء وأساتذة الطب  الذين يعملون في الجامعات الأخرى من خلال إعلان سيتم نشره عقب الانتهاء من الإنشاءات وصدور قرار بأشياء كلية للطب الراغبين في العودة لموطنهم وخدمة أهاليهم».

تدريب الطاقم الطبي بالخارج

رئيس جامعة دمنهور أعلن أنه سيتم تدريب جميع الأطباء والأساتذة الذين يتم اختيارهم للعمل بالمستشفى خارج مصر من خلال بروتوكولات سيتم توقيعها مع عدد من مراكز التدريب المتخصصة والجامعات العالمية.

 

وناشد رئيس جامعة دمنهور أهالي المحافظة ورجال الأعمال بالوقوف جنبا إلى جنب بجوار إدارة الجامعة حتى يتحقق حلم أنشاء كلية للطب ومستشفى جامعي يخدم أبناءنا الطلاب والطالبات ويخدم مرضى المحافظة.