من «زمان» لـ«دلوقتي».. 

رمضان 2018| استطلاع الهلال.. تعددت الطرق والاحتفالات واحدة 

استطلاع هلال رمضان
استطلاع هلال رمضان

•    «الفاطميون» أول من سنوا القاعدة.. و«القضاة» اليد المنفذة
•    «بن لهيعة» أول من استطلعه من جبل المقطم.. و«عباس حلمي» نقل مكان الرؤية إلى باب الخلق
•    «مواكب الشموع والفوانيس» ومشاركة كبار التجار أبرز مظاهر احتفال المماليك.. ودر الإفتاء تتولى المهمة منذ القرن الـ19

 

«بتغيب علينا وتهجرنا وقلوبنا معاك.. وفي السنة مرة تزورنا وبنستناك.. من امتى وإحنا بنحسبلك ونوضبلك ونرتبلك.. أهلا رمضان جانا.. قولوا معانا أهلا رمضان».. ساعات قليلة ويبدأ شهر الصيام والقرآن والأعمال الصالحة، الذي دعانا الله لصومه في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾، و﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ وأوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بصومه في الحديث الشريف: «بني الإسلام على خمس»، ومنها: «صوم رمضان».

 

وينتظر المسلمون في شتى بقاع الأرض رؤية الهلال، لمعرفة مواعيد الصيام، وكذلك عدد ساعات الصيام، إذ يجب صوم شهر رمضان إما برؤية الهلال، أو باستكمال شهر شعبان ثلاثين يوما عند تعذر رؤية الهلال.


«رؤية الهلال»

 

وتأتي عملية استطلاع هلال رمضان تنفيذاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فكما روى الإمامين البخاري ومسلم، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان فقال: لا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلالَ وَلا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ.

 

وتستطلع البلدان الإسلامية والعربية هلال شهر رمضان 2018 اليوم الثلاثاء 15 مايو 2018 الموافق 29 شعبان 1439، وذلك لتحديد أول رمضان، وعما إذا كان اليوم التالي المتمم لذات الشهر أم بداية شهر هجري جديد، ويتم ذلك سواء برؤية الهلال بالعين المجرة أو عن طريق التلسكوب.

 

وفي هذا السياق، ترصد «بوابة أخبار اليوم»، طقوس استطلاع هلال رمضان في مصر، خلال السطور التالية...

 

 

«الفاطميون.. كتيبة القضاة»


البداية من الفاطميين، ففي هذا العصر كانت توكل مهمة استطلاع هلال رمضان إلى القضاة، فعملت كتيبة من القضاة على تلك المهمة، وأعدت لهم في دكة على سفح جبل المقطم عرفت بـ«دكة القضاة»، يخرجون إليها لاستطلاع الروية، وكان القاضي «بن لهيعة» أول قاض استطلعه من جبل المقطم، وبعد ذلك بنى القائد بدر الجمالي مسجدا للقضاة على سفح المقطم، استخدمت مئذنته كمرصد لرؤية هلال رمضان.

 

وبعد إعلان بداية رمضان، كانت المواكب الشعبية تخرج احتفالًا بالشهر الكريم، كما يخرج الأطفال بالفوانيس التي صنعت خصيصًا للاحتفال باستقبال الشهر الكريم، فيشارك الكبير والصغير في كل تلك الطقوس ابتهاجًا بتوصية الله.

 

«موكب الرؤية»

 

في العصر المملوكي، حرص المماليك على إتباع نهج الفاطميين في استطلاع رؤية رمضان، فأطلقوا ما يسمى بموكب الرؤية، فكان قاضي القضاة يخرج في موكب محاط بالشموع والفوانيس لرؤية الهلال، ومعه القضاة الأربعة كشهود على الرؤية، وسط مشاركة أصحاب الحرف وكبار التجار .

 

وفي هذا العصر، تم نقل مكان الرؤية إلى منارة مدرسة المنصور قلاوون، فإذا تحققت رؤية الهلال أضيئت الأنوار في الشوارع وفي المآذن و المساجد، إيذانا ببدء شهر الصوم، ثم يخرج قاضي القضاة في موكب تحيط به جموع الشعب حاملة المشاعل والفوانيس حتى يصل لداره، ثم تتفرق الطوائف إلى أحيائها معلنة الصيام.

 

 

«سفح المقطم»

 

مرة أخرى عاد استطلاع الهلال إلى سفح المقطم في العصر العثماني، فكان القضاة الأربعة وبعض الفقهاء والمحتسب بالمدرسة المنصورية في بين القصرين، يجتمعون ثم يتجهون جميعا إلى مكان مرتفع بجبل المقطم، حيث يترقبون ظهور الهلال، فإذا ثبتت رؤيته عادوا وبين أيديهم المشاعل والقناديل إلى المدرسة المنصورية، ويعلن المحتسب ثبوت رؤية هلال رمضان وبداية الصوم، واستمر الأمر على هذا النحو إلى أن أمر الخديوي عباس حلمي الثاني بنقل مكان إثبات رؤية الهلال إلى المحكمة الشرعية بباب الخلق.

 

 
«دار الإفتاء»

 

وظلت مهمة استطلاع الرؤية تسند إلى القضاة، إلى أن تم إنشاء دار الإفتاء المصرية في أواخر القرن التاسع عشر، فوكلت المهمة لها، حيث تنظم احتفالية شعبية للإعلان عن استطلاع الهلال.


وتنقل وسائل الإعلام مراسم وفعاليات تغطية رؤية الهلال، فيما تقوم الدول الإسلامية برصد الهلال والإعلان عن دخول الشهر، وتؤكد الحسابات الفلكية أن بعد غد الخميس هو أول أيام الشهر الفضيل.

 

وتقدم «بوابة أخبار اليوم» التهنئة لجموع المسلمين في شتى بقاع الأرض بمناسبة الشهر الكريم.. تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا