آخرهم مهاتير محمد..زعماء مُعمّرون في سدة الحكم

صورة مجمعة
صورة مجمعة

السن بالنسبة لهم مجرد رقمٍ لا أكثر ولا أقل، فلم يشكل عائقًا نحو مساعيهم السياسية لتبوء أعلى المناصب في حكم بلدانهم، أو حائلًا دون وصولهم لمبتاغهم في الوصول إلى سدة الحكم.

السياسي الماليزي مهاتير محمد بات حلقة جديدة في مسلسل تولي الساسة الذين بلغوا أراذل العمر حكم بلادهم، بعدما فاز تحالفه الانتخابي خلال الانتخابات البرلمانية في ماليزيا، ليتفوق بذلك على تحالف رئيس الحكومة المنتهية ولايته، نجيب عبد الرازق، ويصبح مهاتير محمد رئيسًا للحكومة في بلاده، ليعود للمنصب الذي تركه قبل خمسة عشر عامًا.

93 عامًا

وسيكمل مهاتير محمد عامه الثالث بعد التسعين في العشرين من يونيو المقبل، وبذلك يُعتبر أكبر الزعماء السياسيين عمرًا في العالم.

مهاتير محمد حكم ماليزيا لأول مرة قبل 37 عامًا، بدءًا من عام 1981، وظل في الحكم 22 عامًا حتى عام 2003، حينما ترك رئاسة الحكومة لعبد الله أحمد بدوي.

وكانت مدة حكمه الأولى هي الأطول في تاريخ ماليزيا، وقد أحدث نقلة كبيرة خلال حكمه للبلاد، فجعل ماليزيا في مصاف الدول المنتعشة اقتصاديًا.

لكن مهاتير محمد ليس الزعيم الوحيد في العالم الذي يقدم على حكم بلاده وهو في سن متقدمة من العمر، فهناك غيره من الزعماء الحاليين لبلاده، على نفسه حاله.

الرئيس التونسي

فعلى الرغم من بلوغه سن الثامنة والثمانين، خاض الباجي قائد السبسي انتخابات الرئاسة التونسية في ديسمبر عام 2014، ضد الرئيس المنتهية ولايته آنذاك، المنصف المرزوقي، وقد فاز حينها بالانتخابات بعد حصد أكثر من 55% من أصوات الناخبين خلال جولة الإعادة ضد المرزوقي.

السبسي، المولود في 29 نوفمبر عام 1926، أتم الآن عامه الأول بعد التسعين، وإن أمد الله في عمره فإنه سيبقى في منصبه حتى انتخابات الرئاسة المقبلة نهاية عام 2019، وقتها سيكون قد بلغ الثالثة والتسعين من عمره.

أمير الكويت

الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، من بين أكبر الزعماء سننًا في العالم، وهو يحكم الكويت منذ أواخر يناير عام 2006، وقتما كان يبلغ من العمر 76 عامًا حينما أصبح أميرًا للبلاد.

الشيخ صباح الأحمد، المولود في عام 1929، سيتم في السادس عشر من الشهر المقبل عامه التاسع والثمانين، وسيبقى مدى حياته في منصبه أميرًا لدولة الكويت.

الرئيس الكوبي

وفي كوبا، سيبلغ الرئيس راؤول كاسترو عامه السابعة والثمانين في الثالث من يونيو المقبل، وهو يجلس على عرش السلطة في هافانا منذ فبراير عام 2008.

وخلف راؤول كاسترو أخاه الزعيم الكوبي الشهير، فيدل كاسترو، في حكم البلاد، بعدما استمر الأخير لتسعة وأربعين عامًا في الحكم، منذ عام 1959، بعد إطاحته بحكومة فولجينسيو باتيسيا خلال تمردٍ عسكريٍ قاده رفقة المناضل الأرجنتيني الأصل الكوبي الجنسية، تشي جيفارا.

وراؤول هو الأخ غير الشقيق لفيدل كاسترو، وهو أخوه من أمه، وُلد لأبٍ صينيٍ، بيد أن والد فيدل اعترف به بعذ ذلك ومنحه لقب العائلة.

الرئيس الكاميروني

وفي أفريقيا، يُعتبر الرئيس الكاميروني، بول بيا، من أقدم الزعماء في القارة السمراء، فهو يحكم البلاد منذ نوفمبر عام 1982، بعدما خلف أحمدو أهيجو في حكم البلاد، نظرًا لظروف أهيجو الصحية وقتها.

بول بيا يبلغ من العمر 85 عامًا، ومن المنتظر أن تنتهي ولايته الرئاسية السادسة في أكتوبر من هذا العام، دون أن يكشف بعد ما إذا كان سيترشح لولايةٍ سابعةٍ لحكم البلاد مدتها سبع سنوات أخرى أم لا.

زعماء شرفيون

هؤلاء كان أكبر الزعماء في العالم سننًا، والذين يتولون مقاليد الحكم في بلادهم فعليًا، لكن هناك أيضًا زعماء شرفيون في بلادهم، يحتلون مكانةً ضمن أكبر الزعماء سننًا، وعلى رأسهم الملكة البريطانية، إليزابيث الثانية، التي تبلغ من العمر 92 عامًا، وهي تتولى عرش بريطانيا منذ عام 1952، وقد أكملت عامها السادس والستين في حكم بريطانيا في السادس من فبراير الماضي، لتصبح صاحبة المدة الأطول في الجلوس على العرش في بريطانيا.

وخلاف إليزابيث، يبلغ كيم يونج نام، الرئيس الشرفي لكوريا الشمالية، ورئيس البرلمان هناك عامه التسعين من عمره، وهو يشغل منصبًا فخريًا في بلاده، في حين يُعتبر الزعيم الشاب كيم جونج أون، هو الحاكم الفعلي في البلاد.

وفي القائمة أيضًا الإمبراطور الياباني آكيهيتو، الذي تخطى الرابعة والثمانين من عمره، وهو حاكمٌ شرفيٌ لا يتمتع بسلطات، والتي تتركز في يد رئيس الوزراء، شينزو آبي، لكنه يعتبر رمزًا لليابان، وقد رُسم إمبراطورًا عام 1989.

رحيل الأكبر سننًا

وقبل حلول نوفمبر عام 2017، كان رئيس زيمبابوي روبرت موجابي، هو الزعيم الأكبر سننًا في العالم على الإطلاق، وهو يبلغ من العمر الآن 94 عامًا.

موجابي حكم زيمبابوي منذ عام 1987، واستمرت في حكم البلاد طيلة ثلاثين عامًا، إلى أن تدخل الجيش الزيمبابوي، وأجبره على التنحي عن منصبه في الحادي والعشرين من نوفمبر، ليخلفه نائبه إميرسون منانجاجوا في الحكم، والذي تسبب قرار إقالته مطلع شهر نوفمبر في الانقلاب العسكري، الذي حال دون تمهيد موجابي الطريق لزوجته جريس ماروفو، لتولي الحكم من بعده.