«الاغتصاب الزوجي»| سلفي:«اختراع».. كريمة «يهاجم».. وصالح: «عنده حق»

كريمة - سامح عبد الحميد - سعاد صالح
كريمة - سامح عبد الحميد - سعاد صالح

مصطلح «الاغتصاب الزوجي» أصبح يتردد كثيرًا في الأعوام الأخيرة، خصوصًا بين أروقة المؤسسات النسوية، أو المهتمة بشئون المرأة، وفي هذا الصدد، استطلعت "بوابة أخبار اليوم"، رأي الشرع من خلال عدد من الأئمة والفقه الإسلامي.


داعية سلفي: الاغتصاب الزوجي اختراع

قال الداعية السلفي سامح عبد الحميد، إن مُصطلح «الاغتصاب الزوجي» اخترعته بعض المنظمات النسائية التي تُحرض الزوجة على الامتناع عن فراش الزوج وهجره بحجة أنها لا تريد الجماع.

وأضاف «عبد الحميد»، «إن الزوجة مأمورة شرعًا وقانونًا بتمكين زوجها منها، ولا يجوز للزوجة أن تمتنع من طاعة زوجها إذا دعاها إلى الفراش ما لم يكن لها عذر كمرض، أو حيض، أو صوم واجب، أو ضرر يلحقها من الجماع».

واستكمل: «ورد عيد شديد للزوجة التي تمتنع من إجابة زوجها لغير عذر»، مستشهدًا بقول صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح».

واختتم مستشهدًا بما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية، أنه يجب على الزوجة أن تطيع زوجها إذا طلبها إلى الفراش، وذلك فرض واجب عليها، فمتى امتنعت عن إجابته إلى الفراش كانت عاصية ناشزة.


سعاد صالح: امتناع الزوجة بدون سبب «إثم»

ومن جانبها، علقت الدكتورة سعاد صالح، أستاذة ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر، قائلة: «عنده حق»، لا يوجد ما يسمى باغتصاب الزوجة، ولكن يوجد ما يسمى هجر الزوجة من الزوج أو هجر الزوج من زوجته، وهو ما يعني انقطاع عن المعاشرة برغبتهما وليس اغتصابا.

وأضافت : "إن الزوجة إذا كانت مريضة جسديًا أو نفسيًا، يكون وقتها لها الحق في أن تمتنع عن المعاشرة، أما إذا امتنعت عن المعاشرة دون عذر تكون «آثمة».


كريمة: الزواج الصحيح يشترط استمتاع كل من الزوجين

من جانبه اعترض الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، قائلا: «من أمن العقاب أساء الأدب»، فحيث إن الدولة فيما يخص الشئون الإسلامية لم تُفعِل المادة الدستورية أن الأزهر وحده له حق الشئون الإسلامية فسيظل متنطعون ومتطفلون على موائد العلم يصدرون الآراء الشاذة ويسببون الحيرة والبلبلة.

وأكد على أنه من آثار عقد الزواج الصحيح استمتاع كل من الزوجين بأحدهما على الوجه المشروع، وأن هناك أسس لهذا الأمر بأن لا يوجد مانع شرعي كالحيض والنفاث للزوجة، وألا يوجد عائق من مرض سواء للزوجة أو الزوج ويلحق به الإجهاد وعدم الرغبة، ولذلك جاء في الخبر «لا يقع أحدكما على امرأته كالحمار بل يرسل رسولا، قالوا وما الرسول، قال القبلة والكلام الطيب».

وأضاف الدكتور أحمد كريمة، أنه لا يمكن تشبيه سفاد البهائم بجماع الآدميين، قائلا: «الآدمي كائن مكرم، فليس الأمر مجرد شهوة جسدية ولكن وصال وجداني عاطفي جسدي، فإذا أكره الزوج زوجته وهي في حالة إعياء أو عدم استجابة فالأمر يصير حين إذن من باب الإضرار والإيلام النفسي والجسدي وهذا منهي عنه شرعا، لأن الشرع منع الضرر، فلا ضرر ولا ضرار».

واستشهد بقول الله تعالى: «وعاشروهن بالمعروف»، قائلا: «فلا يتصور أن وغدا يفترس زوجته دون إرادة منها ويوصف أنه عاشرها بالمعروف».