إبداعات القراء| «خواطر عام ١٩٨٥»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تنشر بوابة أخبار اليوم،  «ليلة شديدة البرودة».. قصة قصيرة من قارئ ، ضمن إبداعات القراء.

كتب إليكِ هذه الكلمات ..
لقد مرت ثمان ليال , ولا يهم ذلك وسوف أتوقف عن معاتبتك .
كانت ليلة شديدة البرودة حد الصقيع 
إنها ليلة يناير الأولى - كانون الثاني - 1985
- توجد محرقة -
لا أطيق الانتظار , أحاول جاهداً ألا تنطفئ سيجارتي ملخصاً حال المشهد القائم 
أنا أٌدعى " لا أحد " هذا الاسم نسبة إلى مقدرتي التامة على الانتظار 
أنا ذلك النصيب من الأشياء التي قدر لها ألا تكتمل !
عادة , داخل القطار لا أطيق الانتظار , لا أطيق الجلوس , أقف منشغلاً بالأشجار وعمدان الأنوار التي تلاحقني إلى الخلف .
إذا توقف القطار في محطة ما أقوم بعقد وجهي وأغضب قبل أن أفرك كفىّ ببعضهما , آخذ خطوة إلى الوراء وذلك قبل قفزتي إلى أخر مقعد - أضحى من أجل الحصول على الحركة . فى صدري الصامت توجد محرقة تتكوم بداخلها الطاقة .
" طاقة الوضع " وما تلبث إلى أن تسير قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت دون سابق إنذار ولذلك  أقوم بتفقد الأمور من وقت إلى أخر قبل الخسارة حتى أكون راضياً عن موقفي قبل الرحيل . 
حتى وإن كلفني ذلك الغايات التي كنت أبحث عنها في هؤلاء الأشخاص .
لا أجيد إكمال الأغنية التي أحبها , أترك الفيلم في منتصفه , أترك غرفتي بدون تنظيم , أفترض بقية مكونات الطعام الذي أحضره بواسطة نفسي، لأنني لم أتحمل عناء اكتمال قراءة طريقة التحضير .
عندما أنهى طعامي وأقف لغسل الأطباق أترك طبق دون غسله 
أريد إخبارك أيضاً أنه عندما يكون ورائي منهج طويل كبير أقوم بمذاكرة المنهج دون درس واحد 
تعلمت أيضاً أن أكتب الرواية وأقتل البطل منذ بداية أول فصل لأنني لم أقم برسم خطة شخصيته جيداً ذو بال طويل 
أحاول أن أنسى , ولكن كيف وكل هذه الأشياء تسير خلفي ؟
تقوم بمطاردتي بخطى بطيئة دون أطرافها الناقصة 
هذه الأشياء لها ظل , وهذا الظل يخيفني
تقوم بنغز ضميري الداخلي بعدة أسئلة ربما كثيرة ولكن منها " لماذا لم نكتمل ؟ "
وعندما أفكر في بداية الإجابة على هذه الأسئلة 
ألمح ثمة عصفور ربما قد أثر الزمان على شكله وطبيعته بشكل أو بأخر 
وأنهكته الأيام عائداً إلى الخلف 
أنفخ في قبضة يدي قبل أن أفركهما وأقفز إلى القطار المتجه إلى مدينة العصفور