عاجل

في الذكرى الـ21 لمصطفى أمين.. حكايات القلم والكتابة والموت

مصطفى أمين
مصطفى أمين

لا أتصور أني أعيش يومًا بغير قلم، لقد كان هذا القلم صديقي وحبيبي ... أعطيته وأعطاني ... عشقته وأخلص لى وعندما أموت أرجو أن يضعوه بجواري في قبري، فقد أحتاج إليه إذا كتبت تحقيقًا صحفيًا عن يوم القيامة« كأن الكاتب الصحفي الكبير مصطفى أمين  كتب هذه الكلمات ليرثي نفسه، لكن قبل الوفاة.

لا ينكر أحد الدور الكبير الذي لعبه مصطفى أمين وشقيقة علي أمين في الصحافة المصرية خلال القرن الماضي وما قدموه إليها، فأسس مصطفى مدرسة في الخبر، واستطاع أن يرتفع بتوزيع الصحف إلى الآلاف، ليكون رائداً للصحافة في الوطن العربي وأبرز كتابها في تاريخ المهنة.

 دخل مصطفى أمين العديد من المعارك السياسية مع الملك فاروق، والرئيس جمال عبد الناصر، وحتى الفنية وعانى من السجن لسنوات طويلة، قبل أن يقرر الرئيس السادات الإفراج عنه، ليسجل بذلك رحلة طويلة من النضال الصحفي.

يقول الكاتب الصحفي الراحل وتلميذ «مصطفى أمين»،  موسى صبرى: «لا شك أن المدة الطويلة التى أمضاها فى السجن، ومعاناته خلالها، تختفى وراءها حملاته العنيفة على جمال عبد الناصر وحكمه، على الرغم من أنه كتب 8 مقالات فى صفحة واحدة بالأخبار قبل القبض عليه، يدعو فيها إلى إعادة انتخاب جمال عبد الناصر باسم الحرية والديمقراطية، وباسم الشباب، وباسم العمال».
يراه الكاتب الكبير موسى صبرى  أنه«أسرع من يقرأ وأسرع من يكتب.. ثم هو فى نشاط وزن الريشة عندما يتحرك ليقفز إلى سيارته وراء موعد أو حادث، ولا يستكبر على أى عمل.. يخرج ليحقق حادثًا فى قسم البوليس كما يخرج للقاء الملك أو رئيس الوزراء، ويبقى فى مكتبه حتى ساعة متأخرة من الليل لكى يبحث عن صورة نشرت منذ ثلاثين عامًا، أو يستكمل خبرًا للطبعة الثانية.. لا يحصل على الأخبار فقط، لكنه يصنعها أو يشارك فى صنعها.. دائمًا له دور على مسرح الأحداث»>


فى مقدمة كتابه «من واحد لعشرة» يقول الصحفي الكبير مصطفى أمين، فى محاولة للإجابة على سؤال كيف أحسب عمري؟.. «قديمًا قالوا إن عمر الإنسان يحسب بالأيام السعيدة التى عاشها، وبهذا أكون قد عشت كل يوم من أيام حياتي الصحفية التى بدأتها من الطفولة، فإن كل كلمة كتبتها أسعدتني، حتى لو كلفتني حريتي وحياتي، بعد ذلك، «فأنا أشعر وأنا أمسك بقلمي أنني أعانق أجمل امرأة فى العالم».


وفى مثل هذا اليوم الثالث عشر من أبريل من عام ١٩٩٧ توفى الكاتب الكبير عن عمر ناهز الثالثة والثمانين.