«مصطفى وعلي أمين»| توأم من ذهب

التوأمان مصطفى وعلى أمين
التوأمان مصطفى وعلى أمين

حياة مليئة بالمواقف عاشها توأم الصحافة المصرية «مصطفى أمين» و «على أمين»، اللذان ولدا في بيت له مواقفه السياسية البارزة، خالهم هو الزعيم سعد زغلول، ووالدهم محامي بارز،  ومن هنا انعكست الحياة السياسة بشكل كبير على حياة الطفلين حيث نشئا وترعرعا في بيت زعيم الأمة، ليحفروا اسمهم بحروف من ذهب في عالم الصحافة، من خلال تأسيسهم أحد أعرق الصحف المصرية مؤسسة أخبار اليوم، ومواقفهم الذي سيظل التاريخ شاهد عليها، سواء السياسية أو الإنسانية.

تحل اليوم 13 إبريل ذكرى وفاة عملاق الصحافة المصرية «مصطفى أمين»، الذي رحل في عام 1997 بعد مسيرة زاخرة من النجاحات، تاركًا خلفة موروثا كبيرا يجعله يتربع على عرش العظماء.

في هذا التقرير ترصد «بوابة أخبار اليوم» مواقف من مسيرة التوأم «مصطفى أمين وعلى أمين»..


«الخال.. سعد زغلول»


ولد التوأمان مصطفى وعلي أمين في 21 فبراير 1914، كان والدهما أمين أبو يوسف محاميا كبيرا، أما والدتهما فهي ابنة أخت الزعيم سعد زغلول، ومن هنا انعكست الحياة السياسة بشكل كبير على حياة الطفلين حيث نشئا وترعرعا في بيت زعيم الأمة.

«روز اليوسف»

فى عام 1930 انضم مصطفى للعمل بمجلة “روز اليوسف”، وبعدها بعام تم تعيينه نائبا لرئيس تحريرها وهو لايزال طالبا فى المرحلة الثانوية، وحقق الكثير من التألق فى عالم الصحافة، ثم انتقل للعمل بمجلة “آخر ساعة” والتى أسسها محمد التابعى، وكان مصطفى أمين هو من اختار لها هذا الاسم.

«لا ياشيخ»


كان مصطفى أمين صحفيا بارعا يعشق مهنته يتصيد الأخبار ويحملها للمجلة، يتمتع بقدر كبير من الإصرار والمثابرة، ويسعى وراء الخبر أينما كان، وكان أول باب ثابت حرره بعنوان «لا يا شيخ» فى مجلة روز اليوسف.

وقد أصدر مصطفى أمين عددا من المجلات والصحف منها «مجلة الربيع»و«صدى الشرق» وغيرهما والتى أوقفتها الحكومة نظرا للانتقادات التى توجهها هذه المجلات والصحف إليها.

«مولد أخبار اليوم»

شهد عام 1944 مولد جريدة “أخبار اليوم” بواسطة كل من مصطفى وعلى أمين، وكانت هذه الجريدة بمثابة الحلم الذى تحقق لهما، وبدأ التفكير بها بعد استقالة مصطفى من مجلة “الاثنين” حيث أعلن عن رغبته فى امتلاك دار صحفية تأتى على غرار الدور الصحفية الأوروبية، وبالفعل ذهب مصطفى أمين إلى أحمد باشا رئيس الوزراء ووزير الداخلية ليتحدث معه فى الصحيفة الجديدة، وطلب منه ترخيص لإصدار صحيفة سياسية باللغة العربية باسم “أخبار اليوم”، وبدأ مصطفى فى اتخاذ الإجراءات القانونية لإصدار الصحيفة فى 22 أكتوبر 1944، وجاء يوم السبت 11 نوفمبر ليشهد صدور أول عدد من “أخبار اليوم”، وقد حققت الصحيفة انتشارا هائلا، وتم توزيع عشرات النسخ منها مع صدور العدد الأول، وقد سبق صدورها حملة دعاية ضخمة تولتها الأهرام، وقد قام الأخوان أمين بعد ذلك بشراء مجلة “أخر ساعة” عام 1946 من محمد التابعى.


اختلفت حياة مصطفى أمين بعض الشىء عن حياة على أمين التحق بروز اليوسف وهو طالب ثم هاجر من روزاليوسف إلى آخر ساعة عندما أسسها محمد التابعى عام 1934، وكان قد بدأ مصطفى أمين فى روز اليوسف بعد أن صدرت عام 1925، وهو الذى قدم إحسان عبد القدوس لمحمد التابعى بعد أن اختلف إحسان مع والدته السيدة فاطمة اليوسف وترك مصطفى أمين آخر ساعة إلى دار الهلال، ومن الطريف فى حياة مصطفى أمين أنه حكم عليه عام 1939 بالسجن لمدة ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ بتهمة العيب فى ذات “الأمير محمد على” ولى العهد وقد ألغى الحكم عام 1942 فى عهد وزارة مصطفى النحاس باشا.

«نشاطات خيرية»
 كان له هو وشقيقه “علي” العديد من النشاطات الخيرية والاجتماعية، فنفذ الشقيقان أمين مشروعا خيريا أطلقا عليه “ليلة القدر”، كما كانا صاحبا الفضل فى ابتكار فكرة عيد الأم وعيد الأب وعيد الحب.

بدأ مشروع “ليلة القدر” فى 15 فبراير 1954 بمقال نشره مصطفى أمين فى أخبار اليوم جاء فيه ” فى قلب كل إنسان أمنية صغيرة تطارده فى حياته وهو يهرب منها إما لسخافتها أو لارتفاع تكاليفها، فما هى أمنيتك المكبوتة؟، أكتب لى ما هى أمنيتك وسأحاول أن أحققها لك، سأحاول أن أدلك على أقصر الطرق لتحقيقها بشرط ألا تطلب منى تذكرة ذهاب وإياب إلى القمر”.

وقد حقق هذا المشروع الكثير من النجاح حيث انهالت على الجريدة العديد من الخطابات، وتم تلبية طلبات العديد من أصحاب الاحتياجات، وتوسع هذا المشروع بعد ذلك وتفرعت أنشطته.