«ياما في الحبس مبدعين».. مصطفى أمين عبقري خلف القضبان

الكاتب الصحفي الراحل مصطفى أمين
الكاتب الصحفي الراحل مصطفى أمين


«لست أضيق بالحياة حتى وأنا في زنزانتي.. ولست أملّها فأنا أعلم أنها تحبني وأنا كذلك أحبها أعطتني وأخذت .. ولكن أعطتني أضعاف أضعاف ما أخذت» 
مصطفى أمين


عاش الشقيقان مصطفى وعلي أمين، حياة مليئة بالأحداث منها الطريف ومنها المأساوي، إلا أن هناك بعض الأحداث التي طالت أحدهما دون الآخر.


فعاش مصطفى أمين خلف القضبان 9 سنوات، لم تنل منه بل أزادت قوته وإبداعا فظل يكتب ويدون ويبعث رسائل عن الحب والحرية والوطن.


6 شهور بتهمة «العيب»:


كان من أول الأحكام التي صدرت بخصوص مصطفى أمين، حكم عام 1939 بالسجن لمدة ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ بتهمة العيب في ذات الأمير محمد علي، وألغي الحكم عام 1942 في عهد وزارة مصطفى النحاس باشا.


اعتقال .. والتهمة «مافيش»


وفي عام 1952، بدأ توتر العلاقات بين الشقيقين مصطفى وعلي أمين مع السلطة ، فاعتقلا في 23 يوليو في هذا العام، إلا أن السلطة لم تجد أي اتهامًا لتوجيهه إليهما، فتم الإفراج عنهما بعد 3 أيام فقط، وكأن شيئًا لم يكن.


9 سنوات خلف القضبان.. «إبداع متواصل»


كثرت الأحاديث حول حقيقة سجن الراحل مصطفى أمين، إلا أن أشهر ما ورد هو أن السر في سوء علاقته بالراحل جمال عبد الناصر، حيث كلفه باستمرار الاتصال بالولايات المتحدة، وكانت القيادة تمده بما ينبغي أن يقوله لمندوبي أمريكا، وأن ينقل إلى جمال عبد الناصر ما يقوله الأمريكيون.


 وعندما ساءت العلاقات بين مصطفى أمين وعبد الناصر وبعض القيادات الأخرى، قبضوا عليه بتهمة المعلومات التي كانوا قد أعطوها له ليسلمها إلى المندوبين الأمريكيين.


صدر عليه الحكم بالسجن 9 سنوات قضاها مصطفى أمين في السجن وقضاها علي أمين خارج مصر، وخلال هذه المدة استطاع أمين تهريب الكثير من الرسائل، كما كتب 3 مؤلفات وهي: «سنة أولى سجن» و«سنة ثانية سجن» و«سنة ثالثة سجن»، جسد فيهم الفقر والقهر والظلم والحب والكفاح والحرية.

 

وفي سجنه كان مصطفى أمين يكتب إلى ابنته صفية العديد من الرسائل، وعلى الرغم من القسوة والمعاناة التي كان يعانيها في سجنه إلا أن رسائله كانت مفعمة بالتفاؤل، فحينما رفضت إدارة السجن مده بالأدوية أو نقله للمستشفى للعلاج، كتب لابنته قائلاً إن حالته المعنوية عالية وأنه كلما توالت عليه الضربات يكون في أحسن حالاته، وأن الأزمات والمحن تجدد شبابه.

 

وفي عام 1972 قامت ابنتاه رتيبة وصفية بزيارة إلى السيدة جيهان السادات مع السيدة أم كلثوم أملاً في التوسط من أجل الإفراج عن والداهما، ولكن لم يفلح الأمر في البداية، إلا أن السادات أصدر قرار العفو عنه بعد هذه الزيارة بثلاث سنوات وبعد نصر أكتوبر.