من بشائر برلين إلى احتفالات واجتماعات القاهرة

محمد البهنساوي يكتب: السياحة.. وحتى لا تخبو شعلة التفاؤل

الكاتب محمد البهنساوي
الكاتب محمد البهنساوي


حدثان مهمان.. حملا بشائر خير وأخبارا سارة.. تصب جميعا فى زيادة جرعة التفاؤل التى يعيشها قطاع السياحة منذ بداية العام الحالى.. لعل الحدث الأهم بالطبع هو الانتخابات الرئاسية.. ومكاسب السياحة منها عديدة.. فى مقدمتها هذه المظاهر الاحتفالية للانتخابات بالداخل والخارج.. ومرور العملية الانتخابية بسهولة ويسر مع زيادة الإقبال عليها.. كل هذا أكد بعيدا عن المشككين والمتناطحين أن مصر أصبحت دولة مستقرة.. وآمنة.. وهذان العنصران تحديدا فاصلين فى اختيار السائح لوجهته.
وبعد فوز الرئيس عبد الفتاح السيسى بفترة رئاسية ثانية.. وأمس الأول قبل يوم من إعلان النتيجة رسميا.. كانت هناك دلالة مهمة للغاية تخص صناعة السياحة.. ألا وهى الاجتماع الموسع الذى عقده الرئيس بحضور رئيس الوزراء ووزراء السياحة والآثار والإسكان ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.. ليعلن الرئيس صراحة خلال الاجتماع دعم الدولة التام لصناعة السياحة.. بل ويوجه الحكومة بتقديم كافة أشكال الدعم لها لأهميتها للاقتصاد القومى.. إذن فالقطاع أصبح على اعتاب مرحلة جديدة حلم بها كثيرا من الاهتمام الحكومى.
أما الحدث الثانى المهم.. فكان قبل الانتخابات الرئاسية بأيام.. ألا وهو المشاركة المصرية بقمة السياحة العالمية فى برلين.. والتى مازالت أجواؤها الإيجابية تخيم على صناعة السياحة وبشائر الزيادة الكبيرة المتوقعة بالتدفق السياحى من كافة الأسواق.
وإذا كانت كل تلك المؤشرات تبشر بعودة قوية للسياحة ودعم أقوى لها.. فيجب الاستعداد لتلك العودة الدعم..وإذا بدأنا بالدفعة التى منحها الرئيس للسياحة.. أعتقد أن هناك تحركين مهمين من الوزيرة النشيطة رانيا المشاط.. أولهما السعى لإعادة أول مجموعة وزارية للسياحة وعضويتها أيضا بالمجموعة الاقتصادية.. وهما المكسبان اللذان حققهما للسياحة الوزير الأسبق هشام زعزوع.. وتم إلغاؤهما بغرابة مع الوزير السابق.. مع التفعيل الحقيقى لمجموعة السياحة ودورية انعقادها لحل كافة المشاكل التى تواجه القطاع.. والتحرك الثانى أن هناك ملفا كاملا متكاملا بالاتحاد والغرف السياحية حول مطالب القطاع من كافة الوزارات والهيئات الحكومية.. وعلى الوزيرة نفض الغبار عن هذا الملف وتفعيله.
أما فيما يخص التدفق السياحى وبشائر الخير التى هبت عمليا من برلين.. فعلينا الاستعداد القوى لنعمة العودة حتى لا تتحول إلى نقمة.. بمعنى ان يصبح العام الحالى عام الإهتمام بالسائح.. او بالبلدى « تدليله وتدليعه «.. فلا يجب أن يعانى السائح من أية مشكلات حتى يعود ويكون سفيرا لمصر فى بلده فيزداد التدفق.. وهذا يتطلب الاهتمام بالجودة الشاملة لمنتجنا السياحى.. بدء من المطار أول ما يراه السائح من مصر.. لابد من تطوير منظومة الخدمة بالمطارات من تسهيل الدخول وإجراءات الحصول على الفيزا بالمطارات.. وإيجاد حل لمنظومة التفتيش التى لا مثيل لها فى العالم.. لا نقصد التهاون فى التفتيش.. لكن نفعل ما يتم بمطارات العالم المتحضر..شدة فى التفتيش دون إرهاق المسافر أو شعوره بالضجر والملل.
أما تحسين الخدمة بالفنادق فيجب أن يكون الهدف الأساسى لوزيرة السياحة د.رانيا المشاط من الاهتمام بصحة وسلامة الغذاء والارتقاء بمستوى العاملين.. ومساندة الفنادق فى أسرع وقت لإجراء عملية الإحلال والتجديد وإحياء مبادرة البنك المركزى فى هذا الشأن.. فأى مشكلة خاصة فى التغذية سيكون مردودها سلبيا ودعاية سيئة لمصر..وهنا نشير إلى ان اتحاد الغرف السياحية بدأ برامج تدريبية نتمنى ان تكون عودة قوية للتدريب الحقيقى.. ويرتبط بتحسين الخدمة الارتقاء بشوارع المدن السياحية من تجميل وبنية تحتية بتلك المدن.. ووضع خطة لحل المشاكل التى تواجه السائح من تحرش ونصب واستغلال.. كل هذا يساعد فى تحويل السياحة إلى صناعة قوية
وإذا كنا قد أشرنا إلى نجاح د. رانيا المشاط فى استعادة ثقة منظمى الرحلات وهذا ما لمسناه ببورصة برلين.. يجب أن نؤكد تلك الثقة بسداد مستحقات منظمى الرحلات وفى الوقت الذى حددته لهم الوزيرة.. فالخلاف حول آلية دعم الشارتر لا علاقة له بسداد مستحقات تم الإتفاق عليها مسبقا.. ثم نبدأ حوارا شاملا وعلميا حول أفضل سبل دعم الشارتر بما يحقق أفضل عوائد ويضمن أن يذهب الدعم لمن يخدم زيادة التدفق.. وأن تراعى القواعد الجديدة دعم فترات التراجع السياحى.. ومناطق تعانى مثل الأقصر وأسوان ومرسى علم.. ومناطق واعدة مثل العلمين الجديدة.
وإذا كانت حملة الدعاية الحالية أوشكت على الانتهاء.. لابد من البدء فورا فى الاستعداد للحملة الجديدة لتكون واحدة من أقوى الحملات.. وأن تقوم على أساس أن التوفير فى نفقات الحملة جريمة فكل دولار يتم صرفه بالدعاية يحسن صورة مصر وعائده أضعاف مضاعفة.
ويعلم البعض أن زيادة الحركة من ألمانيا وأوروبا العام الماضى أحد أسبابها القوية وجود خلافات بين تلك الدول وتركيا.الآن الخلافات زالت.. وتستعد تركيا للعودة وبقوة خاصة الصيف المقبل وتجهز حزمة حوافز قوية لإستعادة مكانتها.. وعلينا الاستعداد وبقوة للمنافسة التركية بتلك الأسواق وغيرها.
بقى أن نشير إلى العمل الجماعى للقطاع الخاص.. فمنذ سنوات نطالب بهذا الهدف.. والكل يعد به.. لكن يجب أن ينتقل من الكلام والوعود للفعل وهذا أكبر ضمان لصناعة السياحة.