خلي بالك.. أنت مدمن «فيس»!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

- علماء النفس: كبار السن والأطفال الأكثر تعرضاً للخطر.. ويكفى ساعتان بحد أقصى يومياً


أول ما تصحى تمسك الموبايل، تفتح الفيس لترى ماذا كتب أحد الأصدقاء على صفحته وبرنامج الواتس لمتابعة العمل والجروبات العديدة وقد تريد قراءة عناوين آخر الأخبار، أو فى حالات أخرى تريد معرفة كم عدد اللايكات التى حصلت عليها والكومنتات، وأول اهتماماتك ماذا ستنشر اليوم على مواقع التواصل.
تشير الدراسات والنتائج إلى أن أكثر من 93 % من مستخدمى الإنترنت حول العالم يعتمدون على مواقع التواصل للحصول على المعلومات، ويوضح بعض الشباب أنهم يقومون بأغلب أنشطتهم من خلال الموبايل.. وعلى حد تعبيرهم «ده حتى المذاكرة بقت على الواتس»، وتحتل مصر المرتبة التاسعة عالمياً فى عدد ساعات استعمال الإنترنت بثمانى ساعات يومياً.. بيانات قد تساعد أصحاب البيزنيس والمعلنين كثيراً، ولكنها فى نفس الوقت تجعلنا نفكر فى مدى اعتمادنا عليها أكثر فأكثر.. هل هو فى مصلحتنا أم ضدها وهل تلك الساعات هى الحد الأقصى أم أنها مجرد البداية وهل هذا طبيعى ؟ أم قد نعانى من إدمان الميديا أو «media addiction».


«أعراض الإدمان»


تقول د. فاطمة الشناوى خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية والعلاج النفسى بجامعة لندن، إن كل شيء فى هذا العالم خلق منه الجيد وبجانبه السييء، ونحن نختار ماذا نريد منه بناء على تفاعلنا معه وطريقة استخدامنا له، وتضيف أنه بلا شك يعانى البعض من إدمان الميديا وأصابه هوس بها لتصبح هى كل ما يشغله، يتكلم عنها ولا يتحاور مع أحد.. عصبى وحاد المزاج إذا طلبت منه ترك الموبايل، وهذه كلها أعراض الإدمان وقد يعانى منها كبار السن والشباب الأكثر لأنهم من يستعملونها بالساعات، ولكن الخطورة على الأطفال وإدمانهم لألعاب الكمبيوتر والبلاى استيشن بديلاً عن ممارستهم للعديد من الأنشطة البديلة كالرياضة وأهمها بالطبع التحدث معنا لأنه لا يتحدث مع أحد خلال وقته على الإنترنت أو الألعاب، ومن هنا يكتسب خبراته ويتطور مجتمعيا، وتؤكد استشارى الطب النفسى أن إدمان الميديا موجود بالفعل فهناك أشخاص تنظر إلى الموبايل كل 5 دقائق لمعرفة من قام باللايك ومنهم من يهتم جداً بالرد على كومنت، وهناك من يقومون بمسح صورة أو بوست يرون أنها محرجة أو غير مناسبة لشخصيتهم الافتراضية.


«ساعتان فى اليوم»


وعن عدد الساعات المسموح بها تقول الشناوى، إنه يجب تحديد عدد الساعات التى يقضيها أبناؤنا على شاشات الموبايل، والتوقيت الأنسب هو ساعتان بحد أقصى فى اليوم، وبالنسبة للأطفال من عمر سنتين إلى 5 سنوات فهى ساعة فقط يومياً وتنصح بأن نركز فى تلك الساعة على المواد التعليمية المناسبة وبدون أى اعلانات فيها، أو ألعاب الذكاء والبرامج التى تساعدهم فى التعرف على الحيوانات والأشكال والألوان وتكون أيضاً تلك الساعة تحت إشرافنا المباشر، وبالنسبة للأطفال من عمر 6 سنوات وأكبر فيمكننا أن نزيد قليلاً من الوقت طالما أنه لا يؤثر على واجباته المدرسية واختلاطه بمن حوله، ويجب أن يُغلق الموبايل المتصل بالإنترنت تماماً قبل النوم بساعة، وفى تلك المرحلة يجب تعليم أطفالنا أن الإنترنت وما عليها من معلومات والموبايل وما عليه من برامج هى وسائل تساعدنا فى النجاح والابتكار وليس للكسل والانغماس فيها والانفصال عن العالم الحقيقى، وأما الأطفال من عمر 18 شهراً وأقل فأنصحكم بعدم تعريضهم للموبايل بأى صورة ممكنة، وذلك لأنه يؤثر على مخ الطفل ويعيق تطوره من كثرة التشتت الذى يحدثه الموبايل من ألوان وأصوات وما إلى ذلك وأنصح كل أم بعدم استخدام الموبايل أيضاً أثناء تغذيته لعدم تشتيته عن النظر إليها وهى نقطة مهمة جداً لنمو عقل الطفل فى هذه السن.


وبشكل عام يجب علينا كأسرة أن نعيد المجال مرة أخرى للتحدث وتحديد وقت يومياً على الأقل ساعتين بدون موبايل.. حتى لو خارج المنزل لأن أهم شيء فى هذه الحياة هو التواصل الحقيقى، لأن أغلب التجارب التى نخوضها على الإنترنت لا نستفيد منها لأنها مع حسابات لا تعبر بالضرورة عن الشخص الحقيقى، وإذا كان طفلك يقضى أكثر من 4 ساعات يومياً على الموبايل أو مثلها وأكثر على الكمبيوتر وغيره من الأجهزة الحديثة.


«إدمان تكنولوجى»


فهناك مشكلة وقد يعانى من حالة إدمان للتكنولوجيا ووسائلها، وهنا يجب أن نتعامل بحذر وبحزم شديد لأن الآثار الناجمة عن تلك الحالة قد تؤدى إلى مشاكل كبيرة وأولها التوحد وعدم القدرة على اتخاذ القرار والبعد عن التفاعل، بالاضافة إلى بعض الأمراض الأخرى مثل الضعف العام نتيجة عدم التحرك وعدم ممارسة الرياضة وعدم نمو المخ وتطوره وضعف البصر وآلام الرقبة.. وعلى ذلك يجب أن نقلل الوقت تدريجياً وأن نبحث عن أشياء جديدة تحقق له نفس حالة الاستمتاع وحثه على ممارسة الرياضة، ويجب علينا أن نهتم به أكثر وعدم استعمال الموبايل أمامه وأن نكون قدوة له، وأخيراً يجب على الجميع التعود على تقنين الأمر وتحديد كيفية ووقت استخدامه طالما نحن قادرون.