بعد عام من تفجيرها

بالصور|«السعف» ينبت من دماء شهداء «مارجرجس طنطا»

أسماء شهداء مارجرجس طنطا
أسماء شهداء مارجرجس طنطا

رحلة ما بين الساعة والساعتين قطعها القطار من القاهرة إلى مدينة طنطا، كيف بدت كنيسة مارجرجس بعد عام من تفجير التاسع من إبريل عام 2017؟. لقد عادت كما كانت وأفضل لكن برائحة ذكية خلفتها رائحة شهدائها الذين انتشرت صورهم وأسمائهم في كل مكان هناك.

الأحد 1 إبريل، يحتفل الأقباط بأحد السعف أو ما يعرف ببداية أسبوع الآلام الذي يسبق عيد القيامة المجيد فتقيم الكنائس في كل الإيبارشيات، قداسات الصلاة برئاسة الأساقفة والكهنة بكافة المحافظات، فتلك الأيام لها قدسيتها لدى المسيحيين يقضونها في الزهد والصلاة.

لكن هذه المرة يأتي أحد السعف هذا العام، حاملا معه ذكرى أليمة وحادث غادر تسبب في استشهاد 30 شخصا دون ذنب وبدم بارد السنة الماضية بكنيسة مارجرجس أبو النجا بمدينة طنطا.

فبينما حمل الناس النباتات الخضراء متوجهين إلى الكنيسة لحضور الصلاة والاحتفال باليوم، وقع تفجيرا هائلا حصد أرواح العشرات وحول العيد إلى مأتم، لا لشيء سوى لرغبة شخصا جاهل مغيب في الحصول على «مكانة بالجنة»، وهو لا يعلم أن القاتل «جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ»، مصداقا لقول الله تعالى في كتابه العزيز.

تجولت بوابة أخبار اليوم داخل الكنيسة برفقة إحدى خادماتها الفضليات وتدعى مريم القمص بيشوي بديع، والتي روت كواليس الحادث وكيف عادت الكنيسة إلى حالتها تلك.

بداية، استرجعت مريم الحادث قائلة «في التاسعة مساءا، وبينما كنا نصلي سمعنا صوت تفجير قوي للغاية، علمنا بعد ذلك أنه انتحاري استطاع اجتياز الأمن والدخول إلى الكنيسة وتفجير نفسه، ليقتل 30 شخصا، كانوا جميعا ممن جلسوا في الصفوف الأمامية إضافة إلى عدد من أبناء الكنيسة والشمامسة».

وتستكمل مريم حديثها في تأثر «لقد أتت الإسعاف في وقت سريع، لكن القصور الأمني كان واضحا، فدخول شخص غريب يرتدي ملابس شتوية في الصيف كان أمرا مثيرا للشكوك، لكنه استطاع اجتياز كافة الحواجز والدخول مسرعا نحو الناس وحين شك فيه أحد المصلين، قام بتفجير نفسه على الفور».

وأضافت «ضعف الإمكانيات الطبية أدى إلى عدم وجود رعاية كافية، لكن المستشفيات الخاصة بالقوات المسلحة قامت بدور عظيم وساهمت بصورة كبيرة في رعاية المصابين ومتابعتهم حتى عقب خروجهم من المستشفيات».

واستكملت قائلة «تمت صلاة الجناز في تمام العاشرة مساءا، وسط أجواء حزينة لفراق الأحباء وسعيدة في الوقت ذاته لكونهم سيتبوءون مكانة أفضل، نجح الأنبا بولا أسقف طنطا والعديد من الكهنة في الاتصال بالمسؤولين والحصول على تصاريح  لدفن أجساد الشهداء داخل الكنيسة وكان لهذا الأمر تأثير جيد على أسرهم لكون أبناءهم سيكونون بجانبهم وهو تكريم للشهداء من الناحية الدينية، وعلى اثر ذلك تم تجهيز غرفة كانت مخصصة لأنشطة الأطفال لتصبح مقبرة جماعية لكل شهيد خانته الخاصة بها».

أما فيما يخص إعادة ترميم الكنيسة عقب التفجير، فقد بدت الكنيسة في حالة رائعة وكأنها بنيت من جديد، وفي هذا الصدد روت الخادمة مريم قصة الترميم قائلة «لقد تم تشكيل لجنة هندسية من قبل الأنبا بولا وقيادات الكنيسة، بعد ذلك انتقلت مهمة الترميم إلى القوات المسلحة التي أتمت عملها في وقت قياسي، فالتفجير وقع في التاسع من إبريل وتضررت بسببه الكنيسة بصورة بالغة لكنها عادت مرة أخرى في شهر ديسمبر بحالة جيدة للغاية ومفتوحة أمام المصلين».