حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: «تثقيفية» الجيش.. ووحدة الصف في وجه المرجفين

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

لاشك أن الحرب التي تخوضها قواتنا المسلحة والشرطة حاليا ضد فئران الإرهاب الأسود بشمال سيناء.. حرب شرسة كما نصفها دائما.. ليس لقوة العدو على الإطلاق.. إنما لخسته ووضاعته.. والضبابية التي تحيط به من حيث الحجم والتمويل والانتشار.. فهم كالفئران التي تحيَرك في مطاردتها حيرة لا تجدها مع مطاردة حيوان مفترس.


ورغم ما يقدمه أبناء الجيش والشرطة من تضحيات وبطولات عظيمة سيتوقف عندها التاريخ.. نجد أن هناك من يحاول النيل من تلك البطولات.. هؤلاء أقذر من الإرهابيين خوارج العصر.. وصل بهم حقدهم الأسود لمرحلة خطيرة من كره الوطن وكراهية أي خير أو تقدم له.. وبما أن أدوات النصر في الحروب لا تتوقف فقط عند القوة والعتاد العسكري.. إنما هناك عوامل أخرى مهمة.. في مقدمتها الحالة المعنوية للجنود.. وأيضا للمواطنين.. وان يدرك المواطنون حجم التضحيات التي يقدمها أبطال الجيش والشرطة في تلك المعركة المقدسة.. حتى يقفوا صفا واحدا خلف جيشهم وشرطتهم.. ويسعون للحصول على حق شهدائهم بإفشال كل مخطط لضرب وحدة هذا الوطن ووقف تقدمه.


وهنا لابد أن نقف أمام الندوة التثقيفية التي تنظمها كل فترة القوات المسلحة.. والتي تعد أحد أقوى أدوات رفع الروح المعنوية للجنود وأيضا المواطنين. وتأتى كجرس إنذار للجميع ضد محاولات شق الصف الوطني في مرحلة دقيقة من عمر الوطن.. تعرض نماذج للتضحيات تزلزل كيان الجميع من صدقها.. وتكشف معادن رجال لا هم لهم سوى سلامة وطنهم وأمن وأمان شعبهم.. ليأتي الدور على الشعب ليرد الجميل لهؤلاء الأبطال.


وفى ندوة الخميس الماضي.. أبدعت إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة كعادتها في إعدادها وتنفيذها.. من اختيار نماذج متعددة للبطولة.. بدءا من حرب أكتوبر المجيدة وصولا للعملية الشاملة " سيناء 2018 ".. من الجيش والشرطة.. ولم تكتف بنماذج الشهداء وأسرهم.. إنما امتدت لبطولات متعددة للمصريين من خلال عرض فيلم تسجيلي بعنوان "مشوار البطولة" الذي عرض بجانب الشهداء.. نماذج عديدة لتفوق وبطولات المصريين من محفوظ أديب نوبل للعالم الخالد أحمد زويل لأبطال الرياضة والفنون والعلوم المختلفة الذين رفعوا جميعا اسم مصر عاليا خفاقا.. واستمرت فعاليات اليوم لتشمل قصيدة "في رحاب الشهداء" للمبدع الكبير فاروق جويدة.. مرورا بأغنيتين وطنيتين لكل من محمد فؤاد وصابر الرباعي.. وفي خلفيتهما فيلم تسجيلي ولا أروع يكشف تضحيات ووحدة المصريين.
حقا لقد نجحت القوات المسلحة في هذا اليوم من خلال جهد وإبداع شئونها المعنوية أن تعيد جمع صف المصريين جميعا.. وتوقظ قلوبهم وتستنهض وطنيتهم في مرحلة نحن في أمس الحاجة إلى هذا الجهد.


الانتخابات.. والحبيب !!


لا أجد ردا على المرجفين الداعين إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية أبلغ من كلمات الداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة.. فالرجل وبعد أن استعرض فضل الشهداء ومكانتهم عند ربهم.. وفضل من حارب خوارج الإسلام وقتلهم أو قتلوه.. تحدث الرجل بصراحة في موضوعين مهمين.. والجفري ذلك الداعية البشوش غزير العلم.. والذي وبكل تأكيد لا هم له من كلامه إلا مرضاة ربه وصالح دينه وأمته.. أثنى على الجيش المصري.. وانتقد من ينتقد مديحه وحبه للجيش المصري.. مؤكدا أن قوة هذا الجيش هى قوة لكل العرب والمسلمين.. وأقسم انه لذرة تراب على بيادة أصغر مجند بهذا الجيش لهى أكرم واطهر ممن يحاول النيل منهم ومن خوارج العصر ومن يناصرهم.


النقطة المهمة التي فاجأنا الحبيب بالحديث فيها هى المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.. الرجل لم يدع لانتخاب أحد بعينه.. لكن جاءت كلماته كالرصاص عندما أكد أن المشاركة فى تلك الانتخابات حق من حقوق الشهداء علينا جميعا مؤكدا وبالفم المليان أن قتلة الشهداء من القاعدة والدواعش ومن يناصرونهم يريدون إفشال تلك الانتخابات لأنها لبنة قوية في بناء مصر.
هل بعد هذه الكلمات الخالصة المخلصة المجردة نسمع صوت المرجفين أعداء الأوطان ؟!!