حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: لماذا سيناء.. ولماذا 2018

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

عملية عسكرية شاملة.. ضربات مكثفة للقوات الجوية بكل اتجاه في دروب سيناء التي يختبئ فيها فئران الإرهاب.. حصار وتكثيف التفتيش والمراقبة للقوات البحرية لمنع وصول الإمدادات للإرهابيين.. طوارئ قصوى بين كل التشكيلات البرية وقوات الشرطة بمختلف مناطق الجمهورية لتأمين الأهداف والمناطق الحيوية.

إنها «سيناء 2018»..ليست مجرد عملية شاملة لمواجهة الإرهاب.. إنما حرب واسعة النطاق.. وواحدة من أخطر وأصعب الحروب التي تخوضها قواتنا المسلحة.. أولا لأنها مع عدو غير مكشوف.. جبان مجهول يجيد الكر والفر والاختباء كالفئران.. وثانيا لأنها ليست حرب محدودة النطاق بمكان أو مساحة معينة.. لكنها تشمل كل بقعة من أرض مصرنا الغالية.. حتى يتم تطهيرها من دنس الخونة بائعي الأوطان.

وهنا نذكر ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة.. بأن مصر تواجه أقوى تنظيم سري في العالم.. ولغة الأرقام تؤكد ما قاله الرئيس.. فتلك التنظيمات المجرمة قامت منذ عام 2014 وحتى نهاية 2017 بتنفيذ 1662 عملية إرهابية.. راح ضحيتها المئات من المواطنين الأبرياء.. وأبطال الجيش والشرطة.. وفى المقابل قامت قواتنا بتنفيذ 2068 عملية مكافحة للعمليات الإرهابية وضبط 5000 إرهابي وتصفية 3700 آخرين.. وتدمير 4600 ملجأ ووكر للعناصر الإرهابية وتدمير 510 أنفاق .. إذن هى حرب ضروس تخوضها قواتنا نيابة عن العالم أجمع.. وهى حرب وجود.. وحتى ندرك الخطورة الكبرى فيما يحاك لمصر انطلاقا من وجود تلك التنظيمات بسيناء.. نقف كثيرا عند تصريح سابق للرئيس عبد الفتاح السيسي قال فيه نصا: «إحنا مش هنسيب سيناء أبدا أبدا.. وعلشان يحصل ده يبقى لازم نموت الأول».

فما تواجهه قواتنا المسلحة وأجهزة الشرطة في تلك الحرب ليس المجرمين أعداء الحياة ممن يحملون السلاح أو يضعون المتفجرات هنا وهناك.. فهؤلاء أضعف حلقة بتلك الحرب.. لكن الأخطر منهم من مول تلك التنظيمات وخطط ووفر لها الدعم اللوجستي.. من استقبل مصابيهم وعالجهم ليعيد الدفع بهم من جديد.. من آوى عناصرهم ودربهم.. من ساعدهم وبكل قوة لتحقيق الإحلال والتجديد بين مجرميهم.. وبين أسلحتهم ومعداتهم.. هنا مكمن الخطر.. وهنا منتهى الأمل مما يحدث في سيناء أو ينطلق منها للدلتا والوادي.. مخطط عالمي تديره أنظمة معادية تتربص بمصر.. يزعجها ما يحدث.. يؤرق منامها سعى مصر الحثيث نحو استعادة استقرارها الداخلي ومكانتها الخارجية.. واعتقدوا أن في سيناء الأمل لاغتيال حلم مصر وطموح المصريين.

وكما قلنا مرارا.. فإن أي حرب لها أصولها وقواعدها الملزمة للجميع.. أولها مواجهة الشائعات ووأد أية محاولات للنيل من الروح المعنوية سواء للجنود الأبطال من الجيش والشرطة.. أو عموم المواطنين.. وهنا وكما يحدث في كل دول العالم التي تخوض الحروب.. لابد من وقفة حاسمة ورادعة مع من يحاول أن يفت في عضد تلاحمنا القومي وتكاتفنا خلف جيشنا وشرطتنا في حربهما ضد الإرهاب.

وكمثال لذلك.. فبعد أن أعلنت القوات المسلحة إطلاق العملية «سيناء 2018» انتاب جميع المصريين حالة مشابهة لما كانوا عليها في حرب تحرير سيناء من دنس الإسرائيليين.. وانتشرت الدعوات لقواتنا بالنصر.. وسادت الهاشتجات وغيرها دعما لتلك القوات.. إلا أن بعض المرجفين إما هالهم ما يحدث ربما تعاطفا مع قوى الشر والإرهاب.. وإما جهلا و«حذلقة» من البعض.. راحوا بدلا من مساندة قواتنا يبثون أسئلة غبية.. ومنها لماذا هذه العملية الآن.. ولماذا تأخرت؟..وفاتهم أن أي حرب لابد من تجهيز وإعداد وتخطيط ربما لسنوات. هذا ما تم عندما كنا نواجه عدوا واحدا ومعلوما ومكشوفا.. فما بالنا بحرب من أعداء ما أكثرهم وما أدهى خططهم.. فما يتم الآن في سيناء ما كان له أن يتم ولا يحقق أهدافه إلا بعد تخطيط وتجهيز.

نثق تمام الثقة أن النصر حليف رجالنا الأبطال.. والهزيمة للجبناء والمتربصين بمصرنا.. والخيبة والحسرة للجهلة المرجفين.. الله أكبر الله أكبر وتحيا مصر