المدرسة السعيدية.. تاريخ ونضال ومشاهير

 المدرسة السعيدية
المدرسة السعيدية

تمتلك مصر العديد من المدارس الحكومية التي تخرج منها نخبة كبيرة من مشاهير الفن والسياسة والرياضة ورجال المخابرات ومن بين هذه المدارس، المدرسة السعيدية التي لا تزال تحتفظ بنفس الاسم حتى الآن.

 

إنشاء المدرسة

أنشئت في 8 سبتمبر عام 1908م، وكانت تجري العادة الملكية المصرية على إطلاق أسماء العائلة المالكة على المنشآت الهامة فكانت المدرسة السعيدية من نصيب سعيد بن محمد على باشا ، ابن محمد علي باشا حيث تبرعت أسرة الخديوى إسماعيل  بالأرض التى بنيت عليها المدرسة وأنشئ بها قسم داخلى للمغتربين بلغ عدد طلابه ( 135 طالباً ) فى ذلك الوقت .

 

تخرجت أول دفعة طلابية منها عام 1909، وكان أحمد باشا عبد الوهاب "وزير المالية السابق" هو الأول على تلك الدفعة، وتحولت المدرسة إلى مستشفى إبان الحرب العالمية الأولى عام 1914 ولمدة 4 سنوات وانتقلت الدراسة خلالها إلى مبنى الجامعة الأمريكية ، لتعود بعدها إلى شارع الجامعة.

 

قامت المدرسة بإصدار مجلة تحمل اسمها "السعيدية" عام 1934، وذلك في عهد نظارة أمين إبراهيم كحيل، ونالت المجلة شهادة الامتياز والتفوق في مسابقة الصحافة المدرسية بين مدارس الجيزة.

 

 اكبر مدرسة ثانوية في الشرق الأوسط

وتعد مدرسة السعيدية من  اكبر مدرسة ثانوية في الشرق الأوسط، و تملتك السعيدية ما يقرب من ستة مباني, منها المباني الإدارية والتعليمية وبها ملعب كرة قدم فانوني وصالة ألعاب مغطاة وبها أيضا مسرح يعد من أعرق مسارح وزارة التربية والتعليم

 

مشاهير المدرسة السعيدية

تخرج من المدرسة السعيدية الكثير والكثير من المشاهير في مختلف المجالات " فن وسياسة ورياضة " ، ومن أبرز مشاهيرها في الفن يوسف وهبي، أحمد مظهرو صلاح السعدني ، أما في السياسة فقد تخرج منها عاطف عبيد، يوسف والي وعبد المنعم عمارة.

 

أما مشاهير الرياضة فتخرج منها حسين حجازي أبو الكرة المصرية، محمود مختار (مختار التتش)،صالح سليم، عادل هيكل، وأحمد شوبير.

 

الدور السياسي للمدرسة

كان لمدرسة السعيدية دور مميز في النضال السياسي، فقد سقط أول شهيد من المدرسة  يوم ٩ مارس سنة ١٩١٩ وكان بالسنة الثالثة الثانوية وهو «مصطفي ماهر» الذي كان يحمل علم مصر في المظاهرة ، وفي عام ١٩٣٥ شارك طلابها في مظاهرة مع طلبة جامعة القاهرة احتجاجا علي رفض بريطانيا إعادة دستور ٢٣، وفي نوفمبر من نفس العام، خرجت المظاهرات المطالبة بخروج الإنجليز من مصر، وفي هذه المظاهرة أصيب الطالب عبدالمنعم أبوطالب برصاصة ، وفي ٢١ فبراير عام ١٩٤٦ عاود طلاب السعيدية مشاركاتهم في مظاهرة كبيرة وصلت إلي ميدان التحرير «الإسماعيلية سابقا» وطالبوا بالاستقلال.