«بيبرس الخياط».. رممه الأهالي بـ1.5 مليون جنيه.. فقاضتهم «الحكومة»

مسجد بيبرس الخياط
مسجد بيبرس الخياط
تحفة معمارية لم يشفع لها جمالها ان تدخل فى حسبان المسئولين.. مسجد يعود تاريخه لعام 1515.. بناه الأمير الأشهر بيبرس الخياط أحد خواص حاشية السلطان قنصوة الغورى بحارة الجودرية بمنطقة الدرب الأحمر ويمكن الوصول إلى الجامع من خلف محكمة جنوب القاهرة الابتدائية فى باب الخلق عن طريق شارع درب سعادة... الوضع امام المسجد التاريخى »لايسر عدوا ولاحبيبا«.. فعلى الرغم من سلامة بنيته الخارجية إلا ان شبح الاهمال طاله من الداخل، ناهيك عن باحة الانتظار امام المسجد والتى تحولت إلى سوق عشوائى للباعة المتجولين حتى ان باب المسجد تحول إلى «مسمط» لأحد الجزارين فى مشهد يحزنك على التاريخ الذى حولناه إلى أطلال.. وفى يوم وليلة وبسبب غياب الصيانة انهار سقف مسجد بيبرس الخياط على مدى السنوات الماضية، فقام اهالى المنطقة بالاستغاثة بوزارة الأثار ولم يجدوا من يرد عليهم ، وعرض الأهالى ترميم سقف المسجد على نفقاتهم الخاصة، لكن الوزارة اعترضت بدافع أن المسجد أثري، ويجب ترميمه تحت إشراف قطاع الآثار، فيما لم يحدث أى شيء إلى أن انهار سقف المسجد بالكامل.

قابلنا الحاج حسن الفاو «احد ساكنى المنطقة والمشارك فى عملية الترميم» والذى اكد ان :» الأهالى استغاثوا بالوزارة مرارا وتكرارا لترميم المسجد على نفقتهم الخاصة فالمسجد ذو قيمة كبيرة فهو آخر الجوامع التى بناها المماليك البرجية الجراكسة فى القاهرة، وهم مماليك السلطان قلاوون، فهو الذى أكثر من شرائهم وأسكنهم فى أبراج القلعة فعرفوا باسم المماليك البرجية، وهم من أصل جركسى على عكس المماليك البحرية الذين كانوا من الترك، وسقطت الدولة المملوكية وقتها سنة 1517 باستيلاء العثمانيين على القاهرة.. الحاج احمد الصاوى اكد ان وزارتى الاوقاف والأثار رفضتا ترميم المسجد بعد ان انهار سقفه وبدأت عروقه فى التآكل ، واكتفت الآثار فقط بوضع الحديد للترميم إلا انه لم يكن على القدر الكافى من معايير السلامة حتى انهار السقف ليقوم الأهالى بجمع اكثر من مليون ونصف المليون جنيه وقاموا بعمل اسقف مشابهة وابواب خشبية تتناسب مع روح المسجد المنسى فقامت وزارتا الآثار والأوقاف برفع دعوى قضائية ضدنا مع العلم بأن الوزارة قد اكدت ان المسجد ليس اثرا بالكامل ولكن القبة الملحقة به هى التى تقع ضمن الآثار الإسلامية الأمر الذى جعل رئيس المحكمة يعتذر لنا وقتها.

وأكد ان ما قمنا به شيء يدعو للفخر.. ومن داخل المسجد الصورة لم تختلف كثيرا عما شاهدناه فى الخارج.. الاهمال يسيطر على جوانب هذا الجامع العتيق.. الشبابيك المهشمة تركتها وزارة الآثار ولم يتركها اهالى المنطقة وقاموا بترميمها حتى الإضاءة الغائبة استطاع ساكنو المنطقة بالجهود الذاتية  عودة الروح ولو بجزء بسيط إلى ما كان عليه رغم اغلاقه نسبيا والاكتفاء بمكان مفتوح لأداء الصلوات فى مكان متاخم للمسجد الذى يعد آخر الجوامع التى بناها المماليك «الجراكسة» فى القاهرة، والذين يتبعون مماليك السلطان قلاوون، والذين سكنوا منطقة القلعة وأبراجها، إذ تمكنوا من إنشاء دولتهم فى عام 1382 ميلادية، حتى سقطوا فى عام 1517 باستيلاء العثمانيين على القاهرة.