ضابط المباحث.. وبائعة الشاي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
جريمة تبكي لها الفضيلة، وتنعاها المروءة، لم تتذكر الأم يوما أنه كان طفلا في أحشاءها، ونسيت ضعف طفولته ومسكنة صغره.

فالذنب سوف يثقل كاهلها أمام الخالق، وما ستلاقيه من عقاب في الدنيا وانتظارا ليوم الحساب.
لحظات مريرة ومحزنة عاشها المقدم إيهاب الصعيدي رئيس مباحث قسم شرطة مصر القديمة، مما كانت دافعا قويا لكشف لغز العثور على جثة طفل 5 سنوات، داخل إحدى الحدائق العامة بكورنيش النيل.

بأذن صاغية، جلس رئيس المباحث يستمع إلى بائعة متجولة تخبره بوجود جثة لطفل صغير، اكتشفتها أثناء تواجدها بالحديقة، لمعت عين رئيس المباحث، وبضغطة ذر الجرس كان معاونه الرائد محمود حامد قد أعد القوة المرافقة لهما وانتقلوا جميعا إلى مكان الواقعة ليجدوا جثة الطفل ممدا ولا يشعر بالقلوب الباكية ولا العيون التي ترقب أنفاسه بالدموع، حيث أثناء معاينة جثة الصغير تبين وجود جرح قطعي بفروة الرأس، وسحجات وزرقة بأماكن متفرقة من الجسد، وآثار عضة بفخذه الأيمن.

على الفور أصدر رئيس المباحث تعليماته بسرعة كشف غموض الواقعة، وتحديد هوية الطفل، وعمل تحريات مكثفة، ونشر أوصاف الطفل وفحص حالات التغيب وحصر المترددين على منطقة العثور لجثة الطفل، وتجنيد مصادر سرية لجمع معلومات.

وبدأ رجال المباحث العمل على قدم وساق، حتى اكتشفوا الفجيعة، وتمكنوا من القبض علي المتهمة وهي والدة الطفل والتي تجردت من كل مشاعر الأمومة وبمساعدة زوجها المسجل سائق التوك توك.

وبدموع التماسيح ذكرت في أقوالها أمام العميد محمد الشرقاوي رئيس مباحث قطاع الجنوب، بأنها كانت متزوجة من أحد الأشخاص ورفض نسب الطفل، وإنها تعمل بائعة شاي بمنطقة دار السلام، ويوم الجريمة طلب منها صغيرها مصروف لشراء بعض الحلوى وما إن رفضت فوجئت به يتطاول عليها بالسب بألفاظ خارجة، لم تشعر بنفسها إلا وهي تعتدي عليه بالضرب وفي غيبة عن الوعي سقط وارتطمت رأسه بموقد حديدي، هرولت وزوجها إلى أحد المراكز الطبية لكنه قد فارق الحياة، فخشيت وزوجها من المساءلة القانونية وتمكنا من الهرب بجثة الصغير، وألقيا به مكان العثور عليه.

وأكدت إحدى ممرضات المركز الطبي صحة روايتها وأن الأم المتهمة وزوجها تمكنا من الفرار قبل اتخاذ الإجراءات وتسجيل بيانات الطفل.

تم تحرير محضر بالواقعة وأحالهما العميد محمد عبد اللطيف مأمور قسم شرطة مصر القديمة إلى النيابة التي صرحت بدفن جثة الطفل بعد العرض على الطب الشرعي، وحبس الأم وزوجها ٤ أيام على ذمة التحقيقات.