بوق لقطر وشفرة للتواصل بين الإرهابيين..

«الجزيرة» تاريخ من تزييف الحقائق والسقوط المهني |تقرير

د.سامي عبد العزيز
د.سامي عبد العزيز
لم يكن قرار المملكة العربية السعودية بإغلاق مكتب قناة الجزيرة على أرضها بالقرار الغريب بالنسبة لهذه القناة الخبيثة التى تسعى لبث الفتنة واثارة القلاقل بين الدول العربية وبعضها فتلك القناة التى لم تحترم اى اتفاقات او معاهدات ولاقوانين دولية بمنع التدخل فى شئون الغير حتى لم تمنعها عروبتها وانتماؤها لدولة عربية ان تكون حائط صد لاى فتنة فى اى دولة او منطقة عربية بل دائما ما تكون هذه القناة رأس الفتنة وشرارتها فهى تحرص على التدخل فى كل كبيرة وصغيرة فى الشأن العربى وخاصة المصرى وتعتبر هذا حقاً اصيلاً لها ولم يسلم منها الشأن السعودى والدولة الإماراتية والبحرين ولا حتى الدولة الفلسطينية فهذه القناة دأبت على نشر اخبار كاذبة وعرض تقارير مفبركة بهدف إثارة الرأى العام بقضايا ليس لها اساس من الصحة .. وقبل إعلان السعودية إغلاق مكتب الجزيرة كانت دولة الامارات قد قررت وقف بث قناة الجزيرة فى شهر ابريل الماضى بسبب ما تبثه من أخبار كاذبة عن بعض الدول العربية لزعزعة استقرارها.

وكانت مصر فى 2014 قد اعلنت وقف بث قناة الجزيرة مباشر مصر بسبب ما تنتهجه هذه القناة ضد مصر وشعبها وحرصها على اثارة الفتنة كما حرصت على التواجد فى ميادين رابعة والنهضة لدعم الاخوان ورئيسهم السابق محمد مرسى القناة الذى لم تقف انتهاكاتها فى حق مصر لهذا الحد بل وصلت بها الوقاحة لانتاج فيلم مفبرك عن التجنيد بمصر ووصفته بالقاسى وسوء معاملة افراده مما يعد اساءة للجيش المصرى.. وكل هذا هو ليس بالغريب على قناة الجزيرة التى دائما ما نرى ايديها فى كل أزمة عربية فهى لا تسعى الا للفرقة وتأجيج هذه الازمات فتاريخ حظر القناة فى الدول العربية بدأ مع ميلاد القناة فقد قامت عدد من الدول العربية بحظر القناة وتجميد عمل مراسليها بعد ان ادركوا خطرها ففى عام 2002 منع وزير الاعلام البحرينى نبيل يعقوب الحمر مراسلى القناة من العمل فى 10 مايو 2002 وقال ان القناة منحازة لاسرائيل ضد البحرين ورفضت البحرين عودة مراسلى القناة الا بعد تحسن العلاقة بين قطر والبحرين عام 2004 وهو العام الذى جمدت فيه الحكومة الجزائرية أنشطة مراسل الجزيرة بسبب تناول برنامج »الاتجاه المعاكس« للوضع السياسى الجزائرى.. وقامت السلطة الفلسطينية فى 2009 باغلاق مكتب الجزيرة بعد ان زعمت القناة ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد تورط فى وفاة ياسر عرفات واصدرت وزارة الاعلام بيانا ردا على هذه الادعاءات قالت فيه ان تغطية المحطة غير متوازنة واتهمتها بالتحريض على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية.. وفى عام 2010 تم اغلاق مكتب الجزيرة بالكويت بعد رفض القناة الغاء استضافة احد النواب فى مجلس الامة الكويتى على خلفية تغطية أحداث ديوانيه الحربش.. كما اغلقت اليمن فى نفس العام مكتب الجزيرة بعد إبراز القناة الاحتجاجات اليمنية.ولم تقتصر قرارات الحظر على الدول العربية بل تجاوز ذلك إلى الدول الاجنبية حيث اعتبرها البنتاجون اثناء الغزو العراقى معادية للولايات المتحدة وتحرض على العنف ثم الغت امريكا تفويض اثنين من مراسليها ومنعت بورصة نيويورك المراسلين من تغطية تدواولاتها.

ويقول د.سامى عبد العزيز عميد كلية الاعلام الاسبق ان قناة الجزيرة دائما ما كانت سبباً فى كل الأزمات العربية وفى نفس الوقت هى ضحية فهى سبب لانها فقدت وعيها الاعلامى وفقدت كل قواعد الاحتراف والمهنية وانساقت وراء التحريف والتزييف واصبحت فى وضع يصعب عليها ان تعود منه خاصة بعد ان سقط قناعها ايضا القناة ضحية لانها كانت اداة للنظام الحاكم فى قطر..فقناة الجزيرة تعلم من واقع الدراسات انها فقدت مصداقيتها منذ 4 أعوام تحديدا حتى قناتها الناطقة باللغة الانجليزية فشلت ووجود هذه القناة اصبح حلاوة روح بلا روح وبلا مشاهده فلا اعتقد ان هذه القنوات يشاهدها الان سوى العاملين بها وبعض المغرضين او الارهابيين فلم يعد لها تأثير كسابق عهدها.. وتحولت قناة الجزيرة إلى شفرة سرية للتواصل بين الاهابيين.

وترى د.ميرفت الطرابيشى استاذ الصحافة وعميد اعلام جامعة اكتوبر الاسبق أن قناة الجزيرة فقدت مصداقيتها لتعمدها تزييف الحقائق وللاسف هذه القناة لا تعمل من فراغ فهى تنفذ سياسة قطر فهى بوق للدولة والنظام القطرى الحاكم ولكنها تعطيك انطباعا بانها هيئة مستقلة ولكنها تتبع الدولة القطرية تماما وتستخدم لتحقيق اغراض ولاثارة الفتن والازمات وهذا عهدها منذ بدايتها.. واضافت ان قرار غلق مكاتب الجزيرة فى عدد من الدول العربية قرار تأخر كثيرا وكان يجب ان يتخذ منذ سنوات فكان لابد من تحجيم هذا البوق الذى لا يهدف الا للفرقة.