ابتكرها الفراعنة.. وتتوارثها عائلات الصعيد

« التحطيب ».. رياضة النبلاء و الغلابة

أبناء الصعيد يمارسون اللعبة
أبناء الصعيد يمارسون اللعبة
تعد لعبة التحطيب من أكثر الألعاب القديمة التي يحافظ عليها أبناء قرى ونجوع محافظة أسوان، فهي متوارثة من الأجداد ويمارسها العديد من أبناء محافظات الصعيد وخاصة أسوان.

وتعتمد فكرة اللعبة على استخدام  العصا في الاحتفالات وحفلات الزفاف بخاصة المرماح، وهى مباراة بين لاعبين اثنين، يستخدم كل منهما العصا لمبارزة الآخر وفق قوانين وخطوات معروفة لدى اللاعبين والمتابعين للمبارزة.

ويقول تامر سنارى محمود أحد أبناء «كلح الجبل» بإدفو، وأحد لاعبي العصا، إن أشهر لاعبي التحطيب منذ سنوات طويلة «عم أنصارى» من مركز إدفو وهى لعبة أصلها فرعوني، وتمارس بمحافظات الصعيد بين أبناء العمومة ومن أهم قوانينها الاحترام والأدب بين الخصوم.

ويضيف أن لعبة العصا تبدأ بالسلام بين الخصوم ثم يتم استكمال اللعب على أسس متعارف عليها بين اللاعبين، مشيرًا إلى أن ممارسي اللعبة يلتقون في نوادي الشباب أو الاحتفالات أو الموالد والأفراح أو ليالي المرماح لممارستها.

ويضيف جمال محمد محمود من أبناء  قرية الرمادى بإدفو، أن لعبة التحطيب تساعد الناس على التعارف في المناسبات المختلفة من خلال توجيه دعوات إلى لاعبي العصا لحضور حفلات الزفاف أو الاحتفالات أو المناسبات في القرى والمدن المختلفة ويتم استضافتهم بشكل كامل لحين الانتهاء من المناسبة وتعتمد اللعبة على المجاملات فقط دون الحصول على أي أجر مادي، ويقول إنه يمارس اللعبة منذ الصغر وتعلمها من أحد الأشخاص المشهورين في كوم أمبو ويسعى إلى تعليمها لأبنائه.

وذكر الأنصاري صلاح من أبناء قرية المنصورية بمركز دراو  أنه يتم دعوة لاعبي العصا بدءًا من محافظة أسوان حتى سوهاج من خلال كروت دعوة ترسل لهم بالمكان والزمان المحدد الذي يتم اللعب فيه ونوع المناسبة. ويستقبل الداعي اللاعبين في المكان المجهز لهم ويستضيفهم بشكل كامل.

ويضيف أنه يمارس اللعبة منذ 6 سنوات، وتعلمها من أحد اللاعبين المحترفين، ويتمنى أن يمارسها الأبناء حفاظًا عليها من الاندثار، مشيرًا إلى أنه لا تشترط قوانين اللعبة أن يكون الخصمان من أبناء بلدة واحدة ويفضل أن يكونا من أماكن مختلفة حتى يحدث بينهم تعارف وهو الهدف الأساسي للعبة، وتبدأ اللعبة عندما يقدم أحد الأشخاص العصا إلى اللاعبين ويبدأ أكبرهم سنًا وعلى الأصغر استقبال اللعب. وفى حالة الفوز أو الخسارة يستقبلها الطرفان بصدر رحب.