خبير إعلام أمريكي: لا افتخر بالتغطية إعلامنا لقضايا الشرق الأوسط .. حوار

خبير الاعلام الامريكى آل تومينكس
خبير الاعلام الامريكى آل تومينكس
هو أحد أبرز الصحفيين الأمريكيين بالولايات المتحدة.. عمل في العديد من وسائل الإعلام الدولية.. جاء إلى مصر وزار الكثير من البلدان العربية.. ويعمل حاليا محاضر دولي لتدريس فنون الإعلام وخبير إعلامي.. هو الصحفي «آل تومبكينس» أستاذ الإعلام المرئي في جامعة بوينتر بفلوريدا المتخصصة في الصحافة.
قال «آل تومبكينس» في حواره لـ«بوابة أخبار اليوم» إن تعامل الإعلام الأمريكي مع قضايا الشرق الأوسط سطحي وغير موضوعي، حيث تختلف عن تعاملها مع القضايا الأمريكية الداخلية، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية تبحث دائما عن مصلحتها وأمنها ولم تعد الآن بحاجة إلى نفط الخليج، مقدما التعازي للمصريين في الحادثين الإرهابيين اللذين وقعا في مصر بكنيستي طنطا والإسكندرية.. سألناه: 
- كيف ترى تغطية الإعلام الأمريكي لقضايا الشرق الأوسط؟
لا أفتخر بتغطية وسائل الإعلام الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط.. فتغطيتنا سطحية كما أنها تركز على الكوارث وهو أمر مخجل واعترف بجود ازدواجية في تعامل وسائل الإعلام الأمريكية مع قضاياكم وهو ما ينعكس على الانطباع والرأي العام الأمريكي الذي ينغمس في أغلب الأحيان بقضاياه الداخلية ولا يعرف أين تقع تلك الدول العربية وحتى وان تابع أخبارها  فهو لا يرى إلا الجانب السيئ فقط وهى إشكالية كبيرة.  

- كيف ترى مصر كخبير إعلامي؟
أنا أحب مصر كثيرا حيث درست في القاهرة قبل ثورة يناير وقمت بتدريس دورات إعلامية في نقابة الصحفيين والإذاعة والتليفزيون، وبهذه المناسبة أود أن أقدم التعازي للشعب المصري في حادث تفجير الكنيستين في طنطا والإسكندرية، وفي هذا الإطار أشير إلى أن زوجتي قسيسة، لذلك أشعر بكم المعاناة التي يعانيها المصريون جراء الإرهاب.. وأنا أراقب ذلك الترحيب الكبير من قبل «ترامب» بالرئيس عبدالفتاح السيسي، وأتمنى أن يسفر ذلك عن تعاون جيد بين البلدين.. كما احترم الرئيس السادات كثيرا حيث كان رجلا ورئيسا حكيما. 
- هل ترى أن حرية الصحافة المكفولة في الولايات المتحدة يُساء استغلالها؟
نعم يساء استغلالها في بعض الأحيان فعلى سبيل المثال في مقاطعة تامبا بولاية فلوريدا تبث يوميا أسماء وصور الأشخاص الذين تم القبض عليهم  وفي أي وقت عبر الموقع الرسمي للمقاطعة، لكن من تم نشر صورهم لا يزالون متهمين ولم يقفوا أمام القاضي أو يصدر ضدهم حكم نهائي، ومع ذلك يأتي المحامون والخدمات القانونية لاستغلال هؤلاء وابتزاز أموالهم حتى لا يتم التشهير  بهم في بعض المواقع الالكترونية ويبتزون هؤلاء الأشخاص لعدم نشر صورتهم فيطلبون 5025 دولارا فيوافق المتهم ثم يعودون ليطلبوا 750 دولارا وحينما ينشر حكم البراءة ينشر فقط في موقع المحكمة ولا ينشر في الصحف.. هذه بعض إرهاصات الديمقراطية وحرية الصحافة عندنا في أمريكا.

- هل معنى كلامك أن الديمقراطية التي تتمتعون بها ليست منصفة؟
الديمقراطية ليست دائما منصفة.. والسؤال الآن هل نريد نظاما مفتوحا أم لا؟، وماذا عن الأثرياء الذين لا يُدانون أبدا؟، فالأقوياء لن يظهروا أبدا على هذه الصور، والحل أن يطبق القانون على الجميع.. وأنا قلت من قبل إن الديمقراطية قد تنطوي على فوضوية ونحن لسنا أفضل مواطنين في العالم لكننا في الوقت نفسه نطبق القانون وجميعنا متساوون في الحقوق والواجبات ومن العار أننا لسنا مواطنين عالميين، واكتفاؤنا بالشأن الداخلي فقط.

- ما هى أكثر الولايات الأمريكية التي تتمتع الصحافة فيها بحرية النشر؟
فلوريدا هى أكثر ولاية تستخدم حرية النشر في الولايات المتحدة والصحافة الأمريكية لديها بالطبع حرية كبيرة ولكن للأسف تخضع في كثير من الأوقات لهيمنة رأس المال.


- إلى أي مدى يؤثر الإعلام على صانع القرار الأمريكي؟
هناك العديد من الموضوعات الصحفية والصور الموثقة   تسببت على مدار التاريخ في بداية حروب ونهاية حروب أخرى مثل ما حدث في فيتنام والصومال وغيرها حتى ترامب حينما رأى صورة للأطفال في سوريا بخان شيخون قرر إطلاق الصواريخ رغم أنه لم يرَ السلاح الكيماوي وغاز الأعصاب «السيرين»، وهكذا في أغلب الأحداث التي مرت على الولايات المتحدة وبالطبع هناك تأثير كبير على صانع السياسة عندما يشاهدون وسائل الإعلام.
- وماذا عن الغزو الأمريكي للعراق.. كيف كان التناول الإعلامي والصحفي الأمريكي له؟
كان هناك انقسام كبير للغاية بشأن غزو العراق بدعوى وجود تهديد على الولايات المتحدة الذي لم يتم تقديم دليل واحد عليه وتعلمنا درسا قويا وهو الفرق بين القوة والتهور لذلك يتساءل الأمريكيون الآن ما هي الخطة بشأن روسيا.






- كيف تصف السياسية الأمريكية بشكل عام؟
بخصوص السياسة الخارجية فإن أمريكا تبحث عن مصلحتها فقط وكانت مصلحتنا في الماضي النفط لذلك كنا نساعد دول الخليج في أي اعتداءات يتعرضون لها مقابل النفط فعلي سبيل المثال ساعدنا المملكة العربية السعودية في صد تهديدات صدام حسين مقابل النفط حتى لا يتأثر اقتصادنا، الآن قمنا بتأمين احتياطاتنا من النفط ونركز على أمننا الداخلي فقط.
- ماهو تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحافة الورقية؟
«فيس بوك» الأكثر دخولا من قبل المواطنين في أمريكا لأن الناس تريد التفاعل الذي يبني الولاء، ثم «تويتر» والذي يصعب مراقبته، كما أنه يحظى بشعبية كبيرة بين الصحفيين والسياسيين لأنه يستخدم في صناعة الأخبار العاجلة ثم برنامج «سناب شات».. وناقشنا كصحفيين مخاطر «فيس بوك» ومدى إمكانية الحصول على رسوم من موقع التواصل الاجتماعي لنشر الأخبار الصحفية لكننا توصلنا لنتيجة مفادها أن «فيس بوك» سوف يأكل العالم.