في أول تجاربها الدرامية، تطل المطربة شيرين عبد الوهاب، على جمهورها خلال شهر رمضان،في مسلسلها "طريقي".

 و تروى شيرين فيه حكاية فتاة ريفية، تدعى "دليلة"، تسعى لتحقيق حلمها الذي طالما راودها،  وهو أن تصبح  فنانة مشهورة، وبالرغم معارضة الأهل والمجتمع، إلا أنها تظل متمسكة بحلمها، متحدية كل الصعاب، تدور أحداث العمل في فترة "الستينيات"، ويعد المسلسل ثان تجارب شيرين التمثيلية، بعد أن قدمت في عام 2005، فيلم "ميدو مشاكل"، والذي لم تحقق منه النجاح المطلوب وقتها، ولكن يبدو أن الإصرار والطموح كانا عاملين مشتركين بين شخصية "دليلة" التي تجسدها  داخل العمل وشخصيتها الحقيقة، حيث  قررت أن تعود بعمل فني جديد ومختلف ويعد الأول في الدراما التليفزيونية باعتباره ينتمي إلى الدراما الغنائية الرومانسية.

استكمالاً لتميزها في اختيار أغانيها، على نفس الدرب بحثت شيرين، في أولى تجاربها التليفزيونية عن الاختلاف والتميز بالرغم من أن العمل تدور قصته حول صعود مطربة إلى عالم الفن والشهرة، إلا أن هناك عديد من المفاجآت سيشهدها العمل، لعل أهمها، أن المسلسل  يعتبر أول عمل درامي مصري ذات طابع غنائي، وتلعب شيرين شخصية "دليلة" الفتاة التي تنشأ في قرية ريفية تابعة لدمنهور،  وتنتمي لعائلة ميسورة الحال تملك عديد من الأراضي الزراعية، إلا أنها محافظة للغاية، وهذا الأمر جعلهم يرفضون دخولها مجال الفن ويقفون في طريقها حين تحاول أن تصبح مطربة مشهورة، بل  العمل سيشهد  نوعاً من الصراع نظراً لأن والدتها، الدور الذي  تجسده الفنانة سوسن بدر، تنتمي إلى عائلة من الطبقة الأرستقراطية بينما ينتمي والدها، الذي يلعبه محمود الجندي، إلى طبقة الفلاحين الميسورين مما يجعلهم يسلكون كل الطرق لمنعها خاصة أن الأم تنظر إلى هذه المهن بنظرة متدنية، وبتعالٍ شديد بسبب خلفياتها وثقافتها النابعة من البيئة التي عاشت فيها، كما أن لديها عقدة وهى زواجها من رجل من عامة الشعب "فلاح" إلا أنه ميسور الحال.

"مغرومو شيرين"

بينما يجسد أحمد فهمي شخصية مذيع داخل الأحداث يؤمن بموهبة "دليلة"، لذا يحاول دائمًا مساعدتها حتى تحقق طموحاتها وأحلامها، إلى أن يقع في حبها خلال الأحداث، وهذا الأمر  يسبب له عديد من المشاكل، أما باسل الخياط فيلعب دور زوج شيرين، إلا أن غيرته عليها وحبه الشديد لها يتسببان في  حدوث عديد من المشكلات بينهما.

"اختلاف وتميز".

مؤلف العمل تامر حبيب، يقول: "مسلسل "طريقي" يتميز بالاختلاف والخصوصية الشديدة خاصة وان العمل تدور أحداثة خلال فترة الستينيات حين تبدأ البطلة دليلة رحلتها لتحقيق حلمها نحو الشهرة والنجومية، لتستمر أحداثه إلى أواخر فترة الثمانينيات، ولعل الأسباب التي دفعتني إلى كتابة العمل في فترة زمنية قديمة كان من أهمها أنني أردت أن أظهر مدى المعاناة التي ستعيشها بطلة الأحداث حتى تصل إلى طموحاتها، وهذا الأمر كان من الصعب أن يحدث الآن مع ظهور برامج اكتشاف المواهب، ولكن في تلك الفترة كان من الصعب على أي فتاه ليس لها علاقة بالوسط الفني أن تصبح مطربة مشهورة، خاصة أنها تنتمي لعائلة محافظة ومن قرية ريفية،  بالإضافة إلى أن هناك أحداث جوهرية داخل العمل كانت تتطلب عدم وجود وسائل اتصال كما هو موجود الآن، كما أن العمل مليء بالمشاعر الرومانسية الدافئة والتي ليس لها مكانًا بينا الآن عكس ما كان يحدث في الفترة الزمنية التي يتطرق لها المسلسل".

"حبيب" يضيف: "تعمدت ألا  يتطرق العمل  إلى الأحداث  السياسية تحت أي مسمى أو ظرف، إذ إنه ينطوي تحت مظلة الأعمال الرومانسية الاجتماعية الغنائية، وهذا ما نسعى إليه حتى يعيش  المشاهد في حالة درامية رومانسية، وأعكف الآن على كتابة الحلقة الأخيرة التي ستكون مفاجأة".

وعن تفاصيل العمل يقول "حبيب": "عندما تحدثت معي الشركة المنتجة حول رغبتها في إنتاج عمل درامي غنائي، تعجبت في البداية الأمر لأن معظم الشركات تخشى إنتاج مثل هذه النوعية من الأعمال بسبب ارتفاع ميزانيتها، إلا أنني وجدت الشركة لديها النية في تخصيص ميزانية كبيرة للغاية لهذا العمل بالإضافة إلى رغبتها في تنفيذه بشكل جديد، وهذا عكس كل الأعمال الغنائية التي تم تنفيذها من قبل".

"الأنسب للدور"

وحول تعاقد شيرين كبطلة للعمل، يتابع "حبيب" قائلاً: "منذ كتابتي للحلقات الأولى من العمل كنت أتمنى أن تقدمه شيرين، لأنها الأنسب له، لذا فقد أفصحت للشركة المنتجة للعمل عن تلك الرغبة، ووافقت عل الفور، وبدأت في التفاوض مع شيرين، وكانت المفاجأة أنها رحبت بالفكرة، عقدنا بعدها عدة جلسات  تحضيرية معها، أنا ومخرج العمل محمد شاكر للوقوف على التفاصيل الأولية للمسلسل وقد رحبت بالفكرة والعمل خاصة أنها الأنسب له، فالعمل غنائي وسوف يتضمن عديد من الأغنيات ولذا فلا بد وان تكون بطلته مطربة".

"جلسات عمل"

"طريقى" يتضمن عديد من الأغاني، التي ستؤديها شيرين خلال الأحداث، ويصل عددها نحو 13 أغنية، ما بين الجديد والقديم، إذ ستغنى شيرين بعض الأغنيات لمطربات أمثال، فايزة أحمد وشادية ونجاة، كما يتضمن العمل أغاني جديدة قامت شيرين باختيارهما وقد تعاونت فيها مع عدد من الشعراء والملحنين على رأسهم، أمير طعيمة ووليد الغزالي وخالد غز وإيهاب عبد الواحد ووليد سعد، وقد لعب ياسر خليل مدير أعمال شيرين دورا كبيرا في اختيار الأغاني نظراً لانشغال شيرين في تصوير المسلسل، إلا أنها قامت بالاتفاق مع الشعراء على كتابة أكثر من أغنية لكل موقف درامي لتختار منها في النهاية واحدة فقط، ما جعل عدد الأغاني يصل إلى 30 أغنية اختارت منها نحو 13 فقط، وسجلت بعضها، وتستكمل تسجيل الباقي، وقد كان اختيارها للاغاني دقيق للغاية حيث حرصت على أن تكون كل الألفاظ والمصطلحات متناسبة مع العصر الذي تدور فيه الأحداث.

"ملابس دليلة"

عادة تشترى شيرين أغلب ملابسها الشخصية من الدول الأوروبية، أما باقي فريق العمل، فقد اعتمد على الاستايلست "مونيا فتح الباب" التي تبذل مجهودا كبيرا حتى يكون الشكل النهائي متناسبا مع أزياء المرحلة، وهو ما جعل الشركة المنتجة للعمل  ترصد ميزانية ضخمة لبند الأزياء.

"كواليس"

خلال جولتنا في بلاتوه تصوير العمل لاحظنا حالة من الهدوء على كواليس المسلسل، والذي يشارك شيرين عبد الوهاب في بطولاته مجموعة من النجوم على رأسهم سوسن بدر وباسل الخياط وأحمد فهمي ومحمود الجندي وعدد من الوجوه الجديدة حيث تسود المحبة بين كل فريق العمل، وهو ما جعلهم يقيمون وليمة لبعضهم البعض  من فترة إلى أخرى، حيث تحرص شيرين على إقامة مائدة، "من صنع أيديها" يتجمع حولها كل فريق العمل، مما أثبت أنها "طباخة ماهرة".

"درس خصوصى"

شهدت كواليس العمل ميلاد علاقة صداقة قوية جمعت بين شيرين عبد الوهاب وسوسن بدر، خاصة وأن الأخيرة رأت في  شيرين مشروع ممثلة جيدة، وكشفت لها عن "سر المهنة"، بل أصبحت تجلس معها في جلسة أشبه بـ "درس خصوصي"، في  بدايات تصوير العمل وهو ما تقبلته شيرين بصدر رحب وأصبحت تستشيرها في بعض المشاهد الصعبة عليها، بل إن علاقة الود وصلت إلى أن سوسن بدر أصبحت تحضر أيام التصوير التي لا تجمعها فيها مع شيرين مشاهد لتؤازرها وتقف إلى جوارها.