فيديو| «بوابة أخبار اليوم» في منزل إحسان عبدالقدوس.. ذكريات وأسرار يكشف عنها لأول مرة

ذكرى وفاة احسان عبدالقدوس
ذكرى وفاة احسان عبدالقدوس

تحل اليوم ذكرى رحيل إحسان عبدالقدوس الكاتب الصحفي الكبير وفارس الروايات السينمائية، وصاحب القلم المتميز، ونجل سيدة حفرت اسمها في بلاط صاحبة الجلالة بأحرف من نور.

هنا ذكريات التاريخ لا تزال حاضرة، وبين جداران شاهدة على كتابة أعظم روايات السينما المصرية، ومن هنا تواجدت عدسة «بوابة أخبار اليوم» ذكريات مهمة في بيته بحي الزمالك.

داخل هذا المنزل الذي يتسم بالهدوء والذي ظل عامرا طيلة سنوات، مكتظا بكل نجوم وأساطير الفن والصحافة، يحمل بين أرجائه العديد من الذكريات التي تركها نجوم عاشوا تفاصيل عديدة معه يناقشون رواياته.

في جولتنا مع نجله الكاتب الصحفي في مؤسسة «أخبار اليوم» محمد عبد القدوس، داخل منزله تعرفنا على أهم رواياته؛ "في بيتنا رجل، وأين عمري، لا أنام، الوسادة الخالية، إمبراطورية ميم" وغيرها من الروايات التي شكلت واقع المجتمع المصري.

30 عاما

فى البداية يقول محمد عبدالقدوس: "هذا المنزل عاش فيه والدي ووالدتي وجدي محمد عبدالقدوس حتى وفاته، جئنا إلى هنا عام 1960، والدي توفي عام 1990، وعاش فيه ثلاثون  عاما، ويضم المنزل صور كاريكاتير كثيرة من مدرسة روزاليوسف، حيث كان والدي يعمل رئيبس تحرير لمدة 19 عاما فى المجلة".

ويضيف: "أهم ما يتميز به منزلنا هو مكتب والدى الذى خرجت منه  كل إبداعات إحسان عبد القدوس، وكان يطلق عليه لقب "الصومعة.. وكان والدي صحفي شاطر وكاتب قصة من الطراز الأول ، ويحب الكتابة ليلا وصباحا وكان يهتم  بالصحافة ويحب دائما الكتابة وهو فى كامل أناقته، ولديه  قدرة على الإبداع، ويكتب مرة واحدة ولا يراجع ما كتبه، ولدينا في مكتبة المنزل النسخ الأولي من كل قصصه حوالي 60 مجموعة قصصية".

ويشير: "فى هذا الصالون جلس أبرز وأهم  نجوم مصر من الوسط الفنى والجيل  الذهبي عبد الوهاب وأم كلثوم من الفنانين، أنور السادات عندما كان رئيس جمهورية، وعدد من رؤساء الوزارات".

أما الأصدقاء الصحفيين، فيقول: " أهمهم مصطفي أمين، ومحمد حسنين هيكل، موسي صبري، ومحمد التابعي، وكل الأسماء اللامعة فى الصحافة كانت متواجدة فى هذا المنزل".

تجولنا داخل المنزل العتيق الذي يضم مقتنيات وتماثيل عمرها أكثر من 100 عام، ليحكي لنا نجله، أنه يوجد تمثال أهداه الفنان جورج أبيض لمحمد عبدالقدوس عام 1912، أيضا صورة لجدى وجدتى فى شهر العسل عمرها 102 عام، وشهادات تقدير لجدتي عندما حصلت على جائزة أحسن ممثلة سنة 1926، وبعض الكراسى عمرها أكثر من 100 عام  فمنزلنا يمتاز بالعراقة والحداثة".

يحكي لنا نجله فيقول: "والدتى لواحظ عبد المجيد المهيلمي، كانت مشهورة باسم لولة كما كان يناديها والدي وهي كان تناديه بإسم سانو، وكتب مقولة شهيرة لولا لولا ما نجح سانو، وكانت تحب والدي كثيرا وتوفر له كل سبل الراحة حتى يتفرغ للكتابة والإبداع، كانت متحملة المسئولية كاملة، وفى نفس الوقت هو رجل البيت كانت تستقبل معجباته، وكان والدي كان متحمس لعمل المرأة لكنه كان مقتنع جدا بدور الزوجة فى المنزل، وكان يحب أبنائي وأحفادى لذلك طلب منى أن أجلس فى المنزل معه حتى يستمتع بأبنائي".

ويضيف: "كان ياخذها كل يوم سبت ويذهب بها إلى  السينما، بعد الانتهاء من عمله ، كنا بنروح إسكندرية نقضي فيه الصيف كله، وعلى الرغم من تواجد والدتى معنا طوال أشهر الصيف بالإسكندرية، الا انها كانت حريصة على تدبير كل احتياجات والدتى بالقاهرة نظرا لتواجده بعمله فى القاهرة حيث كان يأتي إلى الإسكندرية يومى السبت والأحد من كل أسبوع، كان مثله الأعلى سيدتان  أمه روزاليوسف وزوجته لولا ثم والده إحسان عبدالقدوس، ثم والده محمد عبدالقدوس الذي سميت على اسمه".

أما علاقة والدي بالرياضة، قال: "لم يكن رياضيا، لأنه كان مشغولا طوال الوقت بالفن ولم يكن لديه وقت لممارسة الرياضة، لكن ما يربط والدى وعائلتى بالرياضة هو حبنا للنادي الأهلي هو سبب عائلي لأن جدي محمد عبدالقدوس تعرف على جدتي روزاليوسف فى النادي الأهلي وكان يقول منولوجات وهى كانت بتمثل، ومن ثم حبوا بعض وتزوجوا، وكان والدي ينظم كل عام عزومة لأعضاء النادي الأهلي فكري أباظة وصالح سليم".

أما الطعام فكان يحب الليمون الحلو، وكان دائما له نظام؛ فيومه يبدأ الساعة 10 صباحا حتى الساعة 2 عصرا، والظهر يأكل الغداء وينام قليلا، ومن ثم يستقيظ ليستكمل الجزء الثانى من يومه من الساعة 7 مساء حتى الساعة الواحدة ليلا، ويومه منقسم لجزأين الصباح للصحافة والليل للخروج أو كتابة القصص.

وتابع: "أما شقة والدي في القصر العيني حدثت فيها قصة فيلم في (بيتنا رجل)". 

أما منافسة والدي لنجيب محفوظ، فكان والدي رقم واحد من حيث عدد القصص التى تحولت لأفلام فوق الخمسين فيلما لا ينافسه في ذلك سوى نجيب محفوظ، موضحا: "والدي هو الذي طور كل أفلام فاتن حمامة، وحولها إلى شخصية أخرى في فيلم "لا أنام" التي قدمت فيه فتاة شريرة، وفي السبعينات قدمت قصة (إمبراطورية ميم)".

ويختتم: "إحسان عبد القدوس قدم فيلم الأول من نوعه في السينما المصرية وهو فيلم "البنات والصيف"، والذي شارك فيه 3 مخرجين بـ3 أفلام جميعهم فيلم واحد وكان حدثا كبيرا فى السينما المصرية، وأول فيلم تجاوز مدة عام من حيث الإقبال عليه "أبى فوق الشجرة" ولا نستطيع كتابة تاريخ السينما الإ اذا كان إحسان عبد القدوس في قلبها فهو جزء من تاريخها".

 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي