«محمود والبهاق».. قصة عارض أزياء تحدى المرض بـ«الباركور»

عارض أزياء
عارض أزياء

نظرات تذبح، وهمسات يخور معها الجسد، الحياة تحولت لسجن كبير، الإحباط والخوف واليأس معان تحيط به في كل مكان، يرى عيون الشفقة كأنها سهام تخلع القلب من الأحشاء، كل ذلك محنة حولها الشاب محمود إلى منحة عبر بها جسور الأمل وصعد على درجاتها سلم النجاح.


١٣ عاما من الألم والأمل كانت كفيلة أن تصنع شخصا آخر غير «محمود» الذي تغير جلد جسده بـ«البهاق» فتحولت حياته إلى بريء يعاقب في سجن العزل على ذنب لم يقترفه لكنه القدر، حطم بإرادته كل حواجز اليأس باختراق عالم الشهرة والنجاح، لم ييأس أو يستسلم، ألقى كلام الناس ونظراتهم خلفه كأنها تدفعه إلى الأمام.

«محمود» يروي قصته بفخر ليس له مثيل، ولما لا؟ فهو كفاح أمام القدر وإرادة تماثل الجبال الشاهقات، فيقول: «منذ نحو 13 عاما أصبت بمرض البهاق، تغير جلدي فتغيرت معه حياتي كلها، القريب والغريب أحسست بتغيرهم معي، من لم أشعر بكلامه وصلتني نظراته، لكني كسرت كل الحواجز وعبرت عليها إلى جسور الأمل»

«لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة» عبارة وعاها وانطلق على هداها، قرر «محمود» أن يتجه إلى ممارسة لعب الرياضة، اختار منها لعبة «باركور»، هدفه فيها كان ليس الاكتفاء بالممارسة وفقط بل التفوق فيها والاحترافية، حتى أصبح عارضا للأزياء، فتحولت نظرات الناس من الشفقة والهمس واللمز إلى نظرات إعجاب وتمني.


خطف «البهاق» طفولته لكنه قرر أن يحافظ على شبابه وكهولته، فيقول: «مرض البهاق أصباني منذ الطفولة، لكن لم يمنعني هذا المرض من أن أصبح عارض أزياء، فاكتسب شهرة واسعة على موقع التواصل الاجتماعي، وأصبح لي أصدقاء متابعين حول العالم، فتحول الخوف من نظرات الناس نشوة وانتشاء، وتجنب الحياة والانعزال إلى أضواء الشهرة».  

الشاب الذي لم يتجاوز العقد الثالث من عمره كشف لحياته وجها آخر، فيقول: «أشعر أن تغير لون بشرتي جاء بشكل متناسب مع ملامحي وحياتي، فالجسد أصبح مرسوما كأنه خلق كما أشاء، فمن يرغب في تحقيق هدفه في الحياة عليه أن لا ينظر إلي كلام الناس».

«محمود» كون خبرة عريضة على أنقاض اليأس والإحباط فأراد أن يختتم حديثه بتوجيه عدة نصائح إلى الشباب: «من أراد أن ينجح فلا ينظر إلى آراء الناس، ضعوا أهدافكم وآمالكم أمام أعينكم، اسعوا بكل قوة إلى تحقيق أحلامكم مهما تعرضتم له من مرض أو صعوبات، لا تتوقفوا، استمروا في سبيل تحقيق كل حلم وهدف».