فيديو| أجانب مصر: هذا سر البقاء في أم الدنيا

أجانب مصريون
أجانب مصريون

«مصر أم الدنيا» لم تكن مقولة رائجة اعتادنا على ترديدها دون معرفة، بل ترجع  للتاريخ العريق لأرض مصر والذي يشهد به جميع بلدان العالم ، مما يؤكد أنها مقولة صحيحة ولها دلائل عديد تثبت ذلك، وهذا ما جعل جميع جنسيات العالم  تتوافد للعيش في مصر.


ومنذ بداية القرن الـ١٩ بدء توافد المئات من جنسيات العالم للبحث عن لقمة العيش في مصر  نظرا للحروب التي خضها بلدهم في ذلك الوقت  والأوضاع الاقتصاد المتدهور في بلدهم، وكانت مصر وقتها تتميز بوضعها الاقتصادي والأمن والأمان.


 ورغم تحسن أوضاع  بعض بلدان العالم إلا أن  ظلوا بعضهم متمسكين ببقاء والعيش على ارض مصر، وحرصت «بوابة أخبار اليوم» على لقاء عدد من المصريين من أصول أجنبية  للكشف عن سر بقائهم في مصر.

 

في البداية أكد إدوارد مانوكيان، رئيس جمعية رجال الأعمال المصرية الأرمينية، هو مصري من أصول أرمينية ومقيم في الإسكندرية  أن بداية تواجد الأرمن في مصر منذ ما يقارب من ٢٠٠ عاما٬ وبدء توافدهم إلى مصر عقب اندلاع مذابح تركيا ضد الأرمن ، والتي راح ضحيتها الآلاف٬ من الأرمن.

 

 وأضاف «مانوكيان» أن وقتها كانت تتمتع مصر بوضع اقتصادي جيد وثاني دولة في العالم بعد بريطانيا، من حيث التقدم والعلم والتطور السياسي والمجتمعي وكان هذا سبب  لتوافد المواطنين الأرمن للإقامة في مصر.


وقال فادى كريته مهندس كيمائي مصري مقيم في الإسكندرية من أصول لبنانية، إن عائلته جاءت إلى مصر عام ١٨٦٠ وقت اندلاع المذابح الأهلية في لبنان والتي سميت بـ«مذابح الدروز».


و أضاف: الاستقرار الاقتصادي الذي كانت تشهده مصر خلال فترة تولى محمد على باشا الحكم، دفع العديد من التجار "الموارنة" من لبنان لكي يستوطنوا في العديد من المحافظات في مصر مثل السويس والإسكندرية ودمياط وبورسعيد.

 

 بينما أكد مجدي صباغ مهندس معماري مصري من أصول شامية، أنه أبناء بلده جاءوا إلي مصر عقب الأحداث التي تعرض لها المسيحيين في سوريا في عهد الإمبراطورية العثمانية.


واستكمل «صباغ» أن الإسكندرية كان يعيش بها العديد من الجنسيات والثقافات المختلفة وكان اللغة العامة وقتها اللغة الفرنسية بجانب اللغة العربية، موكدًا أن رغم تعدد الثقافات والجنسيات إلا أن الجميع عاشوا في سلام ومحبة واحترام للجميع وعدم شعور احد بالغربة رغم أنهم مقيم خارج بلاده.

 

وأشار ناديم قنواني، مقيم في الإسكندرية من أصول ايطالية انجليزية أن بداية دخول الايطاليين مصر عندما استعان محمد على باشا بعدد من الخبراء والمهندسين الطليان لإعادة تصميم بعض مباني مدينة الإسكندرية ، وكان من أشهرهم  المهندس فرانسسكو منشيني والذي صمم ميدان المنشية لذلك نسب باسمه.

 

مهن الأجانب في مصر


قال إدوارد مانوكيان، إن المواطنين الأرمن تميزوا في العديد من المهن خلال إقامتهم في مصر، وكان من أهمها الحرف اليدوية والصاغة  وتصنيع الساعات والعمل كمصورين فوتوغرافيا وأعمال الطباعة، وساهموا الأرمن  بدور كبير في تعليم المصريين تلك الأعمال كما أسسوا العديد من الأندية والمدارس والمستشفيات.

 

وتابع أن كان للأرمن دورا كبيرا في العمل السياسي في مصر حيث كان أول رئيس وزراء لمصر في عهد العائلة الملكية من أصول أرمينية وهو نوبار باشا والذي اثر على العمل السياسي بصورة كبيرة.
وفى نفس السياق أكد  مجدي صباغ أن عقب دخول الشوام مصر عملوا في العديد من المجالات منها  التجارة ، حيث تميزوا في تجفيف البصل وتصديره إلى الخارج.


وتابع انه هناك العديد من  الشخصيات التي كان لها تأثير كبير في المجتمع المصري خاصا في مجال الفن  وكان أشهرهم المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين وهو من  طائفة الروم الكاثوليك من أصول شامية ، وأيضا الفنان العالمي عمر الشريف .


وفى  مجال العمارة أشار صباغ أن للشوام دور كبير في العمال المعمارية في مصر وكان أشهرهم المهندس أنطوان سليم نحاس الذي صمم العديد من المباني المعمارية في مصر ، وأيضا  في مجال الصحافة والإعلام حيث أسس سليم وبشارة تقلا مؤسسة الأهرام.  


وبالنسبة للجاليات الإيطالية، أكد قنواني أن أبناء دولته أول من أسسوا بنك في الإسكندرية وكان وقتها يحمل اسم البنك العثماني ، وبناء  أكثر من ٢٦٠ مسجد في مصر وأشهرهم مسجد “ مرسى أبو العباس “ والقائد إبراهيم في الإسكندرية.


وأيضا تميز اللبنانيين خلال إقامتهم في مصر في العديد من المهن حيث أكد فادى كريته أن أول من بنوء المدارس الرهبانية في مصر كان على يد الأرمن والتي شهدت نجاحا كبيرا حتى يوما هذا.